يبدأ الكاتب بمقدمة قصصية عن رجل غاضب يضرب زوجته بسبب حادثة قديمة، ليشير إلى أن هذا المنطق الأعوج يسود الأوضاع في سوريا. فعندما ترتكب جماعة محسوبة على السلطة خطأً، يسارع المدافعون لتبرير ذلك بالقول إن ما حدث لا يقارن بجرائم "نظام الأسد المجرم".
حتى عندما تعترف السلطة بالخطأ وتنسبه لجماعات غير منضبطة، يتهم المنتقد بأنه يثير الفتنة ويقف ضد مصلحة البلد. وإذا انتقد سوري توجه السلطة للصلح مع إسرائيل، يتم إسكاته بالقول إن النظام السوري "المجرم" أبقى الجبهة مغلقة منذ 1974.
يوجه الكاتب كلامه للمدافعين عن السلطة، قائلاً: "تضرب أنت والنظام المجرم". ويطلب منهم أن ينظروا إليه كابن للشعب المتضرر، وأن يعترفوا بأنهم يتخذون النظام قدوة، ويقارنون أنفسهم به، متباهين بأنهم يقتلون ويحجزون من الحريات ويهجرون "أقل" مما فعل النظام.
يتساءل الكاتب: ما المختلف الذي تفعلونه ويميزكم عما كان النظام يفعله؟ ويطالب بتحديد المدة التي تلزمهم للتصرف تجاه الدولة والشعب دون الالتفات إلى حقبة النظام البائد، وأن يمنعوا وزراءهم ومسؤوليهم من إلقاء اللوم على النظام فيما يتعلق بإخفاقاتهم.
ويختتم الكاتب بمطالبة حذف عبارة "لقد رزح شعبنا تحت نير النظام البائد أربعًا وخمسين سنة" من الخطابات، والحديث بدلاً من ذلك عن خططهم ومشاريعهم لبناء سوريا دولة محترمة ومستقلة.