تشير تقارير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعود إلى طاولة المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في اتفاق قد يشبه اتفاق 2015. يأتي ذلك في ظل حاجة كل من واشنطن وطهران إلى مثل هذا الاتفاق، بحسب موقع "بوليتيكو" الأمريكي.
مع ضعف موقف إيران ورغبة ترامب في تحقيق إنجاز سياسي، يبدو التوصل إلى اتفاق محتملاً. ومع ذلك، من المرجح أن يكون أي اتفاق أقرب إلى الاتفاق الذي انسحب منه ترامب عام 2018، بدلاً من اتفاق "صارم وشامل" كما يطالب منتقدو الاتفاق السابق.
على الرغم من الانتقادات التي وجهت لاتفاق 2015 بسبب مدته المحدودة وعدم شموله برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو أنشطتها الإقليمية، صرح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بأن الاتفاق سيمنع التخصيب فوق 3.67%، وهي نفس النسبة في اتفاق 2015.
وبحسب المصدر، فإن إخفاقات ترامب في ملفات دولية مثل إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، حرب غزة، أو حسم الصراع التجاري مع الصين، بالإضافة إلى شعور طهران بالضعف بعد تضرر أذرعها في المنطقة، تجعل الظروف مواتية لاتفاق بين الجانبين.
انقسام إدارة ترامب
ذكر "بوليتيكو" أن هناك انقسامًا داخل إدارة ترامب حول كيفية التعامل مع إيران. فوزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز يؤيدان الخيار العسكري، بينما يفضل نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث الحل الدبلوماسي.
ترامب يوازن بين التهديد والدبلوماسية، ملوحًا باستخدام القوة حال عدم إبرام اتفاق، وفي الوقت نفسه، أرسل مبعوثه ستيف ويتكوف لقيادة المحادثات وتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحث طهران على القبول باتفاق.
الموقف الإيراني
تدرك القيادة الإيرانية أن البديل للدبلوماسية هو المواجهة العسكرية، في وقت تعاني فيه طهران من أضعف حالاتها منذ حربها مع العراق. محور المقاومة الذي شيدته إيران تم تفكيكه إلى حد كبير، وتعاني من وضع اقتصادي صعب تحت وطأة العقوبات.
ويذكر أن إيران والولايات المتحدة اختتمتا الجولة الثانية من المفاوضات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني في روما، والتي وصفتها طهران ومسقط بـ"البناءة". وأجلت المحادثات الفنية التي كان من المقرر إجراؤها في سلطنة عمان إلى السبت.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي: "بناء على اقتراح عُمان وموافقة الوفدين الإيراني والأمريكي، أرجئ الاجتماع التشاوري الفني بين البلدين، والذي كان مقررا عقده الأربعاء، إلى السبت".
