السبت, 6 سبتمبر 2025 12:52 AM

هل يفضل ترامب حماس على نتنياهو؟ صفقة شاملة قد توقف احتلال غزة وتجنب الاعترافات بفلسطين

هل يفضل ترامب حماس على نتنياهو؟ صفقة شاملة قد توقف احتلال غزة وتجنب الاعترافات بفلسطين

تدور المقترحات المطروحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في حلقة مفرغة، بسبب إصرار إسرائيل على تخلي "حماس" عن سيطرتها الأمنية والسياسية على القطاع ومغادرته كشرط لأي اتفاق، بينما تتمسك الحركة بالربط بين إطلاق سراح جميع الإسرائيليين ووضع حد نهائي للحرب.

في هذا السياق، رحبت "حماس" بتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا فيه الحركة إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين "فوراً"، لكي "تتغير الأمور سريعاً، وتنتهي الحرب"، التي تقترب من إتمام عامها الثاني، وأبدت الحركة استعدادها لـ"صفقة شاملة".

من جهته، اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد الحركة "مناورة أخرى لا جديد فيها"، مؤكداً أن الحرب لن تنتهي إلا بإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، ونزع سلاح "حماس"، وفرض إسرائيل سيطرتها الأمنية على القطاع، وإنشاء إدارة مدنية بديلة.

وتستعد إسرائيل لإطلاق عملية "عربات جدعون-2" لاحتلال مدينة غزة، ودفع مليون شخص إلى النزوح عنها جنوباً، ما يشير إلى أن هدف الحرب يتجاوز إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلى إعادة احتلال القطاع بالكامل، مع تجنب أي تبعات قانونية على الحكومة الإسرائيلية من خلال الحديث عن "سيطرة" وليس "احتلال".

يدرك أقارب الأسرى الإسرائيليين أهداف نتنياهو، ويناشدون ترامب ممارسة الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي للقبول بصفقة جزئية أو شاملة لاستعادة الأسرى، خوفاً من أن يؤدي توسيع الحرب إلى تعريض حياة الأسرى العشرين للخطر. ويتهم نتنياهو أقارب الأسرى بالتحريض على اغتياله مع تصاعد المطالبات بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

يزيد من تعقيد الوضع التناقض في مواقف ترامب، فبعضها يشجع نتنياهو على إعادة احتلال غزة، بينما يفسح البعض الآخر المجال للعمل على اتفاق شامل ينهي الحرب. وكان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف قد أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن ترامب يريد اتفاقاً يتم بموجبه إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، وهو ما يتفق مع ما كتبه الرئيس الأميركي على منصة "تروث سوشال".

يبقى السؤال: هل ترامب مستعد للدفع نحو اتفاق شامل لا يهدف فقط إلى وقف الحرب في غزة، بل أيضاً إلى تجنيب إسرائيل موجة الاعترافات المزمعة بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر؟

إن مماشاة نتنياهو في إعادة احتلال غزة وإجبار سكانها على القبول بالتهجير الطوعي أو الموت جوعاً، والتغاضي عن الخرائط الجديدة التي يرسمها وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش للضفة الغربية، ستكون بداية لرسم خرائط جديدة لكل الشرق الأوسط، في ظل اضطرابات وحروب مستمرة.

ترامب وحده قادر على وقف نتنياهو. فهل يفعل ذلك قبل فوات الأوان؟

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: