نظّمت هيئة الطاقة الذرية السورية اليوم في مقرها بدمشق ورشة عمل وطنية بعنوان "التخطيط المتكامل لأنظمة الطاقة على المستوى الوطني والحضري". شارك في الورشة نخبة من الخبراء والباحثين في مجال الطاقة.
تضمّنت الورشة سلسلة من المحاضرات العلمية التي تناولت أحدث المفاهيم في تخطيط الطاقة ومشاريع التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما ركزت على التحول نحو أنظمة طاقة نظيفة ومستدامة، ودور المدن الذكية والمرنة في دعم مسارات التحول الطاقي، مع عرض نماذج لمشاريع ناجحة من دول الاتحاد الأوروبي.
شملت المحاضرات أيضاً تحليلاً لميزان الطاقة السوري ومساهمة الطاقة المتجددة فيه، بالإضافة إلى مناقشة آليات تخطيط الطاقة في سوريا وإدراج الخيار النووي في ميزان الطاقة السوري.
تركزت المناقشات على ضرورة إعادة تموضع النشاطات والجهود الوطنية في قطاع الطاقة، من خلال تعزيز التنسيق بين هيئة الطاقة الذرية ووزارة الطاقة، والجهات المعنية الأخرى مثل هيئة التخطيط والإحصاء والوزارات ذات الصلة.
دعا المشاركون إلى اعتماد معايير فيزياء البناء لنمذجة الأبنية والحفاظ على الطاقة، وتشكيل فريق عمل متخصص لإعادة تقييم نظام التقدير الكهربائي والتخطيط لبيانات التوريد، بما يسهم في تلافي التأخر الحاصل في مجال تخطيط الطاقة والتوجه نحو تخطيط عمراني سليم يواكب متطلبات التنمية المستدامة.
أوضح المهندس أحمد خضر، رئيس المركز التاسع في هيئة الطاقة الذرية السورية، في تصريح لوكالة سانا، أن الورشة تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال التخطيط المتكامل لأنظمة الطاقة، بما يسهم في تطوير السياسات الوطنية وتحقيق الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة، وفق رؤية إستراتيجية وخطط مدروسة تواكب التوجهات العالمية نحو الاستدامة ورفع كفاءة استخدام الطاقة.
أكد الدكتور يوسف حسون، مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة، أهمية الورشة في دعم جهود تطوير قطاع الطاقة في سوريا، كونها تمثل فرصة لتعزيز التعاون العلمي والتقني بين المؤسسات الوطنية، بما يسهم في رسم سياسة طاقية متكاملة تحقق الكفاءة والاستدامة.
أشار الدكتور علي حينون، الباحث في مركز الطاقة بالمعهد النمساوي للتكنولوجيا، إلى أن الورشة ركزت على ضرورة العمل التشاركي لوضع خطتين أساسيتين: الأولى لمرحلة التعافي في مجال التزويد الطاقي، والثانية إستراتيجية تمتد حتى عام 2050، للوصول إلى مدن مستدامة تتمتع بجودة حياة عالية وبيئة نظيفة، تبدأ من دمشق وحلب وتتوسع إلى باقي المدن السورية.
رأى المهندس السموءل المصطفى، رئيس الدائرة الهندسية في هيئة الطاقة الذرية، أن الهدف الأساسي من دراسات الطاقة يتمثل في صياغة إستراتيجية طاقية متكاملة وبعيدة المدى، قادرة على مجابهة الطلب المستقبلي بمختلف أشكال الطاقة، بما يحقق أمن التزود عند أدنى تكلفة ممكنة، مع مراعاة متطلبات التطور المستدام بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
تندرج الورشة ضمن التوجه الحكومي لتعزيز أمن الطاقة من خلال توسيع استخدام الطاقات المتجددة، وتطوير برامج تدريبية بالتعاون مع الجامعات، إلى جانب مشاريع بحثية دولية لنقل التكنولوجيا ودعم التنمية المستدامة في سوريا.