أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مقابلة مع شبكة CNN، أن الضربات الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد قد أحدثت صدمة في البلاد، مما جعل مباحثات التطبيع مع إسرائيل أكثر صعوبة.
وفي مقابلة حصرية مع فريد زكريا من CNN، والتي بُثت الأحد في مجلس العلاقات الخارجية، انتقد الشيباني إسرائيل لعرقلة جهود الحكومة السورية في مواجهة تصاعد العنف الطائفي في الجنوب. وأشار إلى أن "سوريا قوية وموحدة ستكون مفيدة للأمن الإقليمي، وهذا سيفيد إسرائيل".
يُذكر أن سقوط نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي لإيران، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قد أدى إلى رد عسكري إسرائيلي، حيث شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف عسكرية في جميع أنحاء سوريا ونشرت قوات برية داخل وخارج المنطقة العازلة منزوعة السلاح للمرة الأولى منذ 50 عامًا. وبررت إسرائيل هذه الضربات بأنها تهدف إلى منع وصول مخزونات الأسلحة الكيميائية والصواريخ بعيدة المدى إلى "أيدي المتطرفين".
لكن الشيباني أوضح أن الشعب السوري "صُدم" بالهجمات، خاصة وأن "ميليشيات إيران أو حزب الله، جميعها غادرت مع النظام السابق". ورداً على سؤال حول إمكانية تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل بعد العملية العسكرية، قال الشيباني: "نحن لا نشكل تهديدًا لأحد في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، لكن هذه السياسات الجديدة للتعاون والسلام قوبلت بهذه التهديدات والضربات".
وأضاف، في إشارة إلى اتفاقيات إبراهيم: "إن الحديث عن التطبيع واتفاقيات إبراهيم أمرٌ صعب بعض الشيء". وعلى الرغم من التوترات، تشير إسرائيل إلى أن محادثات جارية مع سوريا قد تؤدي إلى اتفاقية أمنية.
يشهد العنف الطائفي في سوريا تصاعدًا منذ سقوط نظام الأسد. ففي مارس/آذار، قُتل المئات خلال حملة قمع طالت الطائفة العلوية في مدينة اللاذقية الساحلية، وفي أبريل/نيسان، اندلعت اشتباكات بين القوات المسلحة الموالية للحكومة والميليشيات الدرزية. وتجددت الاشتباكات مرة أخرى في يوليو/تموز عندما تدخلت قوات الحكومة السورية عقب هجمات بين الدروز وقبائل بدوية محلية، مما أدى بدوره إلى غارات جوية إسرائيلية، حيث قالت إسرائيل إنها ملتزمة بحماية الدروز.
وفيما يتعلق بتدخل إسرائيل، قال الشيباني: "لقد دعمت الخارجين عن القانون - الجماعات الخارجة عن القانون - وهذا عرقل وأعاق الحكومة السورية عن حل المشكلة بين البدو والدروز". وتابع: "ما فعلته إسرائيل زاد الأمور تعقيدًا وجعل الدروز في وضع صعب ومحرج للغاية".
وفي المقابلة مع CNN، قال الشيباني إن الشعب السوري رحّب بتحركات الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن البلاد، والتي فُرضت "على النظام السابق". ووصف موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا بأنه "موقف إيجابي للغاية، وقد لاقى دعمًا كبيرًا من الشعب السوري، بما في ذلك رفع العقوبات".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا الشرع إلى الرفع الكامل للعقوبات المفروضة على بلاده "حتى لا تُقيّد الشعب السوري". وقال الشرع، وهو جهادي سابق، لدبلوماسيين في سرده لأحداث حكم نظام الأسد وسقوطه: "لقد عانينا من الظلم والحرمان والقمع. ثم انتفضنا مطالبين بكرامتنا".
نشر الأحد، 28 سبتمبر / ايلول 2025