الأحد, 20 أبريل 2025 04:40 AM

أزمة الدواجن في اللاذقية: ارتفاع التكاليف والاستيراد يهددان المنتج المحلي

أزمة الدواجن في اللاذقية: ارتفاع التكاليف والاستيراد يهددان المنتج المحلي

يشهد قطاع تربية الدواجن في محافظة اللاذقية تذبذباً مستمراً، فبعد انتعاش مؤقت، عاد ليواجه صعوبات جمة. يرجع مربو الدواجن، الذين توارثوا هذه المهنة، هذه الصعوبات إلى ارتفاع أسعار المحروقات وعدم كفاية الدعم الحكومي، مما يزيد من تكلفة الإنتاج.

ويضيفون أن دخول لحوم الدجاج المجمدة والبيض المستورد أو المهرب بأسعار أقل من المنتج المحلي، يفاقم الأزمة ويؤثر سلباً على المربين الذين حاولوا استئناف العمل بعد فترة من الركود بسبب ارتفاع التكاليف.

يعبر العديد من المربين عن تفكيرهم في التوقف عن تربية الدواجن إذا استمر الوضع على ما هو عليه، حيث أن عدم التوافق بين تكلفة الإنتاج والتسعيرة يمثل عبئاً كبيراً. على سبيل المثال، يُباع كيلو الدجاج الحي بسعر يتراوح بين 14 و 17 ألف ليرة سورية، بينما تكلفته على المربي تصل إلى 22 ألف ليرة. وبالمثل، يُباع طبق البيض بسعر يتراوح بين 16 و 19 ألف ليرة، في حين أن تكلفته على المربي تتراوح بين 22 و 24 ألف ليرة.

للحفاظ على هذا القطاع الحيوي، يأمل المربون في دعم الجهات المعنية بالمحروقات والأعلاف، لتمكينهم من منافسة المنتجات المستوردة من حيث السعر، مع الحفاظ على جودة المنتج المحلي العالية. فالإقبال على المنتجات المستوردة يعود بشكل أساسي إلى أسعارها المنخفضة.

د.حمدو: ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء المحروقات وعدم توفرها من العوامل المحددة للتربية

من جانبه، أوضح رئيس دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة اللاذقية الدكتور إياد حمدو، أن عدد المداجن المرخصة وغير المرخصة في المحافظة شهد تطوراً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن بعض المداجن غير المرخصة تم ترخيصها وفقاً للبلاغات الخاصة بتسوية الوضع الراهن.

وأشار إلى أن نسبة المداجن العاملة تتأثر بالوضع الاقتصادي والجدوى الاقتصادية للتربية، حيث تخضع أسعار منتجات الدواجن لقانون العرض والطلب. وشدد على أن ارتفاع أسعار الأعلاف وغلاء المحروقات وعدم توفرها، تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحد من الإنتاج.

وأكد الدكتور حمدو أن المداجن المرخصة وغير المرخصة في المحافظة قادرة على تلبية حاجة السوق من لحوم الدجاج إذا عملت بكامل طاقتها، بينما تحتاج المحافظة إلى تشجيع الاستثمار في تربية الدجاج البياض أو سد النقص من خلال فائض الإنتاج في المحافظات الأخرى.

وأوضح أن السماح باستيراد منتجات الدواجن يجب أن يكون مدروساً، مع وضع خطة متوازنة بين المنتج المحلي وحاجة السوق، ومكافحة عمليات التهريب، لضمان سلامة المنتجات.

تقوم دائرة الصحة والإنتاج الحيواني بجولات دورية على المداجن لمراقبة الوضع التربوي والصحي، وتقديم الإرشادات اللازمة، ومراقبة معامل ومنافذ بيع الأعلاف.

الزعيم: اللحوم البيضاء المجمدة والبيض يتم استيرادها بشكل نظامي، وتحوي بطاقة بيانات

بدوره، أوضح مشرف مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية اسماعيل الزعيم، أن فرق الرقابة التموينية تتابع اللحوم البيضاء المجمدة والبيض المستورد في الأسواق، مؤكداً أن هذه المواد يتم استيرادها بشكل نظامي وتحمل بطاقة بيانات.

وأشار إلى أن فرق التموين تقوم بفحص الدجاج للتأكد من سلامته للاستهلاك البشري، وأن الوضع الاقتصادي يدفع بعض المستهلكين لشراء المنتجات المستوردة الأرخص، على الرغم من تفضيلهم للمنتج المحلي ذي الجودة العالية.

تم تنظيم عدة ضبوط مؤخراً لمخالفات تتعلق ببيع الدجاج المجمد على أنه طازج وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية.

مشاركة المقال: