زكية الديراني: لم تهدأ التحركات التي شهدتها قناة «الجديد» منذ بداية شهر أيار (مايو) الحالي، وقد تفاعلت على إثر عرض التقرير الاستخباراتي حول ضريح السيد الشهيد حسن نصر الله.
بعد بث التقرير في برنامج «الحدث» الصباحي، وقّعت مجموعة من المراسلين عريضة طالبوا فيها الإدارة بحمايتهم أثناء تغطيتهم للانتخابات البلدية والاختيارية.
لكن إدارة قناة تحسين خياط، اتخذت سلسلة من القرارات الصارمة أولها فصل المراسلة راوند بوضرغم بحجة تحريض الموظفين على توقيع العريضة. وتبعته لاحقاً استقالة المحرّر في قسم الأخبار قاسم البسام شقيق مديرة الأخبار مريم البسام. وتواصل القناة اتخاذ إجراءات عقابية، كشفت عن عمق أزمتها مع موظفيها.
تشير المعلومات إلى أن «الجديد» أجبرت عدداً من الموظفين «المتمردين» على توقيع عريضة اعتذار، فيما حاولت استرضاء بعض المراسلين الذين لا يزالون في دائرة الثقة، عبر إرسالهم إلى الخارج، وتحديداً العراق، لتغطية أنشطة آل خياط هناك. وتتأمل المحطة أن تخفف خطوة استرضاء المراسلين من توجيه الانتقادات إليها، خصوصاً أنّ أولئك الصحافيين عرفوا بتغطيتهم اللافتة في الحرب الأخيرة التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان.
تشهد «الجديد» موجة من التمرّد والاستقالات نتيجة تراجع الأجور الشهرية. هذا النزيف البشري بدأ يظهر تدريجياً في العامين الأخيرين، واشتدّ أخيراً مع ازدياد الضغوط الاقتصادية والمعيشية.
الموظفون يطالبون برفع أجورهم التي لا تتناسب مع مستويات التضخم الحالية، لكن لا استجابة حتى الآن من طرف الإدارة، خصوصاً أنّه بعد عرض التقرير حول ضريح السيد، انتشرت أخبار وتقارير إعلامية تفيد بأن «الجديد» تلقّت تمويلاً من بعض الدول الخليجية بهدف شن حملة إعلامية ضد المقاومة. هذا التمويل، بحسب المصادر، جاء في سياق استهداف ممنهج للبيئة الحاضنة للمقاومة، ما دفع القناة إلى اعتماد خطاب تصعيدي في تقاريرها.
ووجد الموظفون أنفسهم في «وجه المدفع»، يتحملون تبعات هذا التموضع السياسي والإعلامي، في حين أنهم لا يتمتعون بأدنى مقومات الأمان الوظيفي، ولا يحصلون على حقوقهم المالية المشروعة وسط أزمة اقتصادية خانقة.
في ظل موجة الاستقالات، بدأت تتضح بوادر تغيير في سياسة «الجديد» التحريرية، تحديداً في ما يخص خطابها حول «حزب الله». إذ قررّت القناة التخفيف من استخدام عبارة «العدو الإسرائيلي» واستبدالها بـ «الجيش الإسرائيلي»، على أن تتبع ذلك مجموعة قرارات تتعلق بتوجه المحطة الذي يدخل ضمن سياق الهجوم على المقاومة.
أما في ما يخصّ أزمة مديرة الأخبار مريم البسام التي قدمت استقالتها بعد عرض التقرير، لم تحسم الإدارة أمرها بعد. البسام التي تعمل في «الجديد» منذ عام 2001، لا تزال تواصل مهماتها بصفة تصريف أعمال، في انتظار قرار نهائي يتضمّن تعويضاتها. وتبحث القناة حالياً عن بديل لها، على أن يتوافق مع أجندة آل خياط وتوجهاتهم السياسية الجديدة.