الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 04:25 PM

أزمة مياه حادة تخنق منبج: الأهالي يعتمدون على الصهاريج والآبار الارتوازية

أزمة مياه حادة تخنق منبج: الأهالي يعتمدون على الصهاريج والآبار الارتوازية

تعاني مدينة منبج من أزمة مياه حادة مستمرة منذ أشهر، حيث يواجه السكان انقطاعات طويلة قد تصل إلى أسبوع كامل. هذا الوضع دفع الكثيرين إلى شراء صهاريج المياه أو حفر آبار ارتوازية لتلبية احتياجاتهم اليومية.

تتفاقم الأزمة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء، مما يمنع سكان الطوابق العليا من ملء خزاناتهم لعدم قدرتهم على تشغيل مضخات المياه. وفي حديث خاص لمنصة سوريا 24، عبر أحمد إسماعيل الخمري عن معاناته قائلاً: "نحن في فصل الصيف والاستهلاك مرتفع، والعائلة كبيرة. منذ ثمانية أشهر ونحن بلا عمل وحركة البلد واقفة، فصار شراء الصهاريج عبئًا إضافيًا. لذلك قررنا أنا وجيراني حفر بئر أمام البناية للتخفيف من المصروف وضمان تأمين المياه".

كما استذكر مصعب الحسين في تصريح لسوريا 24 فترة انقطاع المياه التي دامت ستة أشهر بعد تحرير منبج، قائلاً: "اضطررنا للاعتماد على الصهاريج، وكثير منها لم يكن يجلب ماءً نظيفًا، بل من مصادر ملوثة في الريف مثل منطقة المنكوبة، وهي مياه غير صالحة للشرب وتسبب أمراضًا. أنا أسكن في الطابق الرابع، وعندما تأتي المياه لا يكون هناك كهرباء، وجيراني الذين يملكون طاقة شمسية يسحبونها كلها، فأضطر لشراء صهريج كل ثلاثة أيام. حتى المستشفيات امتلأت بحالات تسمم وأمراض كلوية بسبب المياه الملوثة".

من جانبه، أوضح المهندس أحمد هارون، مسؤول العلاقات العامة والمتابعة في إدارة منطقة منبج، خلال حديثه لسوريا 24 أن أسباب الانقطاعات متعددة، أهمها قدم محطة الضخ التي يعود عمرها لأكثر من 42 عامًا. وأشار إلى أن المضخات خضعت مؤخرًا لصيانة ميكانيكية في حلب، لكن ما زالت هناك أعطال كهربائية تعمل المؤسسة على معالجتها وسط تحديات كبيرة.

وأضاف أن انقطاع التغذية من محطة مسكنة – الخارجة عن سيطرة الدولة – أجبر المؤسسة على الاعتماد على خط احتياطي من محطة "كويس"، ما تسبب بهبوط الجهد الكهربائي وفصل المحركات، وهو ما يتيح تشغيل مضختين فقط من أصل أربع.

وأكد هارون لسوريا 24 أن ضعف الموارد المائية يفرض برنامج تقنين صارم، حيث يتم تغذية نصف ريف منبج لمدة 12 ساعة والنصف الآخر لـ16 ساعة، مع محاولة إبقاء ضخ المياه إلى أحياء المدينة لأطول فترة ممكنة. كما أشار إلى قدم الشبكة ووجود مئات التجاوزات التي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين لإزالتها، داعيًا الأهالي للتعاون في كشف أماكن المخالفات.

وكشف المسؤول عن خطتين لتحسين الوضع المائي، الأولى خطة عاجلة لإنشاء خط رديف لتعزيز الحصة المائية للفرد، والثانية خطة استراتيجية لإنشاء محطة ضخ جديدة من بحيرة سد تشرين، موضحًا أن تنفيذ الأخيرة بحاجة إلى دراسات وتمويل ووقت طويل.

وختم هارون حديثه لسوريا 24 قائلاً: "المياه اليوم ثروة قومية، والعدالة في التوزيع هدفنا، لكن تجاوز الأزمة يتطلب صبرًا وتعاونًا من الجميع".

مشاركة المقال: