شبكة أخبار سوريا والعالم/ كشف المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور نصر الدين العبيد أن المركز سيساهم في مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الهادفة إلى زراعة 100 مليون شجرة، وذلك لتخفيف الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية وحماية الأراضي من ارتفاع معدلات التصحر.
وأشار العبيد إلى أن هذه المبادرة ستساهم في الحد من مشاكل التصحر في مناطق الاستصلاح الجديدة في محافظة الوادي الجديد وحماية المشروعات من مخاطر الكثبان الرملية وزيادة إنتاجية المحاصيل لخدمة الاقتصاد المصري.
وأوضح العبيد أن هذا المشروع، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع محافظة الوادي المصرية، يتضمن مساهمة «أكساد» بتربية الماعز الشامي الذي يعد من أفضل سلالات الماعز في العالم لإنتاج الحليب، حيث يصل متوسط إنتاجها إلى ما يتراوح بين 2 و 3 كغ يوميًا، وقد تصل بعض السلالات المحسنة إلى 5 – 7 كجم يوميًا، مشيرًا إلى أن ألبانها تتميز بالقيمة الغذائية فضلا عن غناها بالدهون والبروتين.
وأشار العبيد إلى أن أكساد سيعمل على نشر زراعة الصبار الأملس الذي يتحمل الظروف المناخية القاسية مما يجعله مناسبًا للأراضي الصحراوية وشبه الجافة وخاصة في محافظة الوادي الجديد، ونظرًا لدوره في مكافحة التصحر، حيث تساعد جذوره على تثبيت التربة والحد من الانجراف، ويحتاج إلى كميات قليلة جدًا من المياه مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
وقال د. سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب «أكساد» بالقاهرة في تصريحات للصحفيين، إن المبادرة الرئاسية التي تهدف إلى زراعة 100 مليون شجرة ستساهم في دعم المفاهيم البيئية لدى المواطنين حول أهمية وجود النباتات الخضراء وخاصة زراعة أشجار مثمرة تفيد المناطق المحيطة بها اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا وتخفف من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية وتحمي الأراضي من ارتفاع معدلات التصحر.
وأوضح خليفة، على هامش جولة في محافظة الوادي الجديد بحضور وزيري الزراعة والتنمية المحلية ومحافظ الوادي الجديد، أن دور نقابة الزراعيين كبيت خبرة يخدم توجهات الدولة في تحديث منظومة العمل الزراعي، مشيرًا إلى أهمية المبادرة في مواصلة الخطة التنفيذية التي تضمن توزيعًا للأماكن التي سيتم زراعة الأشجار بها بطريقة تحقق الاستخدام الأمثل للموارد المائية والأرضية.
ولفت خليفة إلى أن مركز «أكساد» قام بالتوقيع لتنفيذ 3 مشروعات تنموية لزراعة الصبار الأملس والدراجون فروت والتحسين الوراثي لقطعان الماعز والأغنام في الوادي الجديد، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تستهدف التأقلم مع التغيرات المناخية ورفع كفاءة الموارد المائية وتحقيق أعلى عائد من هذه المشروعات لصالح الأسر في المحافظة.
وأشاد مدير مكتب «أكساد» في القاهرة بدور محافظة الوادي الجديد لتكون أحد النماذج الرئيسية للتحسين الوراثي للأغنام والماعز في مصر لتحسين الثروة المصرية من الأغنام وخاصة الغنم العواس أو النعيمي نظرًا لتميزه بأنها سلالة لحوم مميزة جدًا، مشيرًا إلى تميز هذه السلالة بأنها تتحمل الجفاف والظروف الصحراوية وقدرتها على الاستفادة من المراعي الطبيعية الفقيرة فضلا عن تميز أغنام العواس أو النعيمي في إنتاج اللحم مع قدر من الحليب.
وأوضح خليفة أن «أكساد» تستهدف أيضًا رفع كفاءة القدرات لدى المهندسين الزراعيين والمزارعين والمربين، وأن زراعة الصبار في محافظة الوادي الجديد للاستفادة منه في تصنيع زيت بذور التين الشوكي وهو من أغلى الزيوت الطبيعية ويُستخدم في منتجات التجميل والعناية بالبشرة نظرًا لخصائصه المضادة للأكسدة.