في خطوة مماثلة لما بدأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية، تتجه ألمانيا نحو تقليص كبير في مساعدات التنمية. فبعد أن كانت ألمانيا ثاني أكبر داعم للدول النامية والاقتصادات الناشئة بحوالي 32 مليار دولار في عام 2024، بعد الولايات المتحدة التي قدمت 63 مليار دولار، تخطط الحكومة الألمانية الحالية، المؤلفة من أحزاب الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، لخفض إضافي في عام 2025، بعد تقليص سابق بنسبة 8% في ميزانية وزارة التنمية.
منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع Deutsche Welthungerhilfe ومنظمة حقوق الأطفال “تير دي زوم” Terre des Hommes، تعتبران هذه التخفيضات إشارة كارثية، خاصة مع عدم وجود التزام صريح بهدف 0.7 بالمائة في اتفاق التحالف. وتنتقد المنظمتان في تقريرهما “بوصلة 2025” هذا التراجع عن الالتزامات الدولية.
يطالب الأمين العام لمنظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع، ماتياس موغي، والمتحدث باسم منظمة حقوق الأطفال “تير دي زوم” Terre des Hommes، يوشوا هوفرت، الحكومة الألمانية بتولي دور قيادي في سياسة السلام، مع التركيز على احترام القانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية، وضمان الوصول إلى المساعدات وحماية المدنيين في مناطق النزاع، ومنع استخدام الجوع كسلاح.
يأتي هذا في وقت نشر فيه معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي SIPRI تقريره السنوي حول التسلح العالمي، مع إثارة القلق بشأن التخفيضات المقررة في ميزانية وزارة الخارجية للمساعدات الإنسانية الطارئة، والتي قد تتجاوز النصف لتصل إلى حوالي مليار يورو. وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت دعمها بالكامل لهذا الصندوق الذي تديره الأمم المتحدة.
منسق المساعدات الطارئة توم فليتشر يضطر لإلغاء العديد من البرامج الموجهة لأفقر الفقراء بسبب هذه التخفيضات، ويتوقع توفير 29 مليار دولار فقط بدلاً من 44 مليار دولار، مما يكفي لتلبية احتياجات 114 مليون شخص بدلاً من 180 مليون. ويرى ممثل الأمم المتحدة في جنيف أن التأثيرات على المحتاجين ستكون كارثية.
الدول الفقيرة مثل بوروندي وموزمبيق وليبيريا، التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات التنموية الرسمية، ستكون الأكثر تضرراً. وتحذر منظمات الإغاثة من أن تقليص خدمات الحماية الاجتماعية قد يدفع الناس إلى بيع ممتلكاتهم الإنتاجية، مما يقلل من قدرتهم على تأمين سبل عيشهم على المدى الطويل.
في حين تمنح منظمة المساعدة الألمانية ضد الجوع Deutsche Welthungerhilfe ومنظمة حقوق الأطفال “تير دي زوم” Terre des Hommes الحكومة الألمانية تقييماً سلبياً، يرى التحالف الحاكم أن التخفيضات في مساعدات التنمية والمساعدات الإنسانية الطارئة “معقولة”، وهو ما يتعارض مع أهدافهم المعلنة بضمان تمويل كافٍ للمساعدات الإنسانية.
(DW)