اعتصمت اليوم عشرات العائلات من ذوي الضحايا والمعتقلين والمختفين قسرًا في ساحة فيوتشر بمدينة اعزاز شمالي سوريا، تحت شعار: «لا سلام مع الإفلات من العقاب»، رفضًا لما وصفوه بـ”محاولات تسويق الجلادين كشركاء في السلام”، وتأكيدًا على أن العدالة لا يمكن أن تكون خيارًا قابلًا للتفاوض، بل حقًا غير قابل للتصرف.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بالعدالة وعدم تبييض صفحة المنتهكين، مؤكدين أن غياب المحاسبة يقوّض فرص السلام ويهدر حقوق الضحايا. هاجر رزوق، عضوة في “حركة عائلات من أجل الحرية”، قالت في تصريح: “العفو عن المجرمين دون معرفة مصير المختفين قسرًا هو انتهاك إضافي”، مضيفة: “زوجي قُتل في القصف، وأخي مختفٍ منذ سنوات، وما زلنا نبحث عنه دون جدوى. نرفض تسويق القتلة كشركاء في السلام”.
مياس الشيخ أحمد، إحدى المشاركات في الوقفة، أكدت أن “التصريحات الأخيرة تشكّل استفزازًا إضافيًا لعائلات الضحايا”، وأضافت: “منذ سنوات لا أعلم شيئًا عن زوجي، أعيش في مخيم، ومنزلي مدمّر، وما يحدث هو استمرار لنهج الإفلات من العقاب”.
وتأتي هذه الوقفة، والوقفات الأخرى في مختلف المحافظات السورية، احتجاجًا على التصريحات الأخيرة لرئيس لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان، حول إعادة تأهيل مجرمين كفادي صقر ليكونوا جزءًا من عملية السلم الأهلي.