الخميس, 11 سبتمبر 2025 03:24 PM

إعادة بناء الاقتصاد السوري: بين الوعود الغائبة وخطة غير مرئية

إعادة بناء الاقتصاد السوري: بين الوعود الغائبة وخطة غير مرئية

منذ أشهر، يتكرر الحديث عن "التعافي الاقتصادي" و"إعادة الإعمار" في سوريا، ولكن دون تجديد أو خطط واضحة. الكلمات والوعود حاضرة، ولكن أين الخطة؟ يبدو أن الاقتصاد السوري يُدار بشكل ارتجالي، دون رؤية واضحة أو وثيقة رسمية تحدد مساره.

إمكانيات بالكاد تتنفس

الإمكانيات المتاحة تكاد تقتصر على الحد الأدنى للبقاء، مثل تحويلات المغتربين، وبعض المساعدات، والاقتصاد غير الرسمي. الموارد الطبيعية والصناعية موجودة ولكنها محاصرة أو مهملة، وتحتاج إلى إدارة فعالة لتحويلها إلى قوة حقيقية لإعادة البناء.

إدارة أشبه بالارتجال

القرارات الاقتصادية تتخذ بشكل غير ممنهج، حيث يتم إعلان قرار ثم سحبه أو تعديله. المواطن يواجه تغيرات مستمرة في الأسعار، والتاجر يبيع على أساس قرارات تتغير باستمرار. هذا الارتجال يعكس غياب استراتيجية واضحة تمنح الثقة للمستثمر والمواطن.

خطة اقتصادية: سرّ محفوظ أم ورقة مفقودة؟

غياب وثيقة اقتصادية واضحة يثير التساؤل حول وجود خطة سرية أم أن الخطة غير موجودة أصلاً. في كل الأحوال، لا يلمس المواطن أي تحسن، ولا يرى المستثمر مؤشرات واضحة، مما يجعل "إعادة البناء" مجرد شعار.

إعادة الإعمار: شعار متكرر

كلمة "إعادة الإعمار" أصبحت مستهلكة وتحتاج إلى بيئة استثمارية آمنة، ورأس مال ضخم، وإدارة كفوءة، وشراكات دولية فاعلة. الواقع يقتصر على ترميمات محدودة تُقدَّم على أنها خطوات كبيرة، بينما هي إصلاحات جزئية مؤقتة.

خطوات في المكان

الاقتصاد السوري يعيش بين وعود كثيرة وخطط غائبة وإدارة مرتجلة. المواطن يتكيف مع واقع يومي متقلب، والمستثمر يحاول تقدير المستقبل في غياب رؤية واضحة. السؤال هو: هل ستظهر الرؤية الاقتصادية أم ستبقى "إعادة البناء" شعارًا للاستهلاك الإعلامي؟

في النهاية، الاقتصاد السوري بحاجة إلى رؤية معلنة، وإدارة فعالة، وخطوات ملموسة تمنح المواطن والمستثمر شعورًا حقيقيًا بالتقدم.

د. شادي احمد

(اخبار سوريا الوطن 1-الكاتب)

مشاركة المقال: