الأحد, 21 سبتمبر 2025 10:59 PM

إلياس عطاالله يكشف تفاصيل جديدة حول اغتيال الرئيس رينيه معوض ودور جامع جامع

إلياس عطاالله يكشف تفاصيل جديدة حول اغتيال الرئيس رينيه معوض ودور جامع جامع

يروي إلياس عطاالله لـ«الشرق الأوسط» قصة «المقاومة الوطنية» ومسلسل الاغتيالات والمحطات السياسية (الثالثة والأخيرة).

كانت تجربة إلياس عطاالله، عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني سابقاً ومنسق عمليات «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمول)، قاسية ومؤلمة. يصف عطاالله المواجهة مع إسرائيل في أوجها، والحروب المكلفة في بيروت، والعلاقات المفخخة داخل المثلث اللبناني – الفلسطيني – السوري.

ويتألم عطاالله حين يتذكر حقبة الثمانينات وما حفلت به من مواجهات واغتيالات وخيبات، ووجوه من سقطوا معه في معارك قادها، ووقائع حروب كان يجب تفاديها.

ويشير إلى تبادل الضربات الذي كان قائماً بين إيلي حبيقة، مسؤول الأمن في «القوات اللبنانية» ورئيسها لاحقاً، والحزب الشيوعي.

وعن لقاءاته مع حبيقة، يقول عطاالله: «التقيته نحو عشرين مرة. شخص بلا قلب وبلا عواطف بالمطلق. حرام أن أعتبره براغماتياً. إنه مكيافيللي يقوم بأي شيء ليصل. شجاع جسدياً وفي المجاهرة برأيه. يحاول أن يقدم نفسه في صورة مخابراتي عميق. ليس لديه تكوين ثقافي لكنه قوي جسدياً وشجاع.»

ويروي عطاالله قصة ذهابه إلى سوريا لصيد الفري مع جورج حاوي وإيلي حبيقة، وكيف لاحظ أن حبيقة يضع البندقية تحت إبطه ويطلق النار، معتبراً أن هذا الأسلوب لا يصيب الطيور ولكنه قد يستخدم ضد الأشخاص. ويضيف أن حبيقة اعترف له بقتل أناس يستحقون القتل.

ويكشف عطاالله أن حبيقة أخبره بأنه مسؤول عن وضع المتفجرة التي استهدفت مركز الحزب في شارع بعلبك قرب الجامعة العربية، وكيف لعبت الصدفة دورها في نجاته من الانفجار.

كما يتحدث عن خطف جماعة حبيقة لثلاثة من شبان الحزب في منطقة الجية، وكيف اضطر لخطف شخص مهم لديه ليفرج عنهم، مشيراً إلى أن مسلحي حبيقة كانوا يجربون البنادق والمسدسات الجديدة بإطلاق النار على مخطوفين لديهم.

وعن الدبلوماسيين الإيرانيين، يقول عطاالله إن حبيقة أخبره في إحدى الجلسات بأنه خطفهم.

ويعتقد عطاالله أن حافظ الأسد لم يتوقف عند ماضي حبيقة لأنه كان يريد تمرير «الاتفاق الثلاثي»، ويرى أن علاقة حبيقة والعماد ميشال عون لم تبدأ في منتصف الثمانينات ويرجح أنه «كانت لهما علاقة سابقة بمكان ما في سوريا.»

ويقول إن وليد جنبلاط عانى كثيراً من قسوة نظام حافظ الأسد الذي مارس حياله نوعاً من الإذلال وصل إلى حد اضطرار وليد إلى تناول الغداء مع ضباط كان بينهم اللواء إبراهيم حويجي.

وعن عملية خطف السوفيات العاملين في سفارة بلادهم في بيروت عام 1985، يروي عطاالله تفاصيل الاتصالات مع السفارة السوفياتية وجهود وليد جنبلاط والحزب الشيوعي للعثور عليهم، وكيف تدخل الجنرال «يوري» من جهاز «كي جي بي» السوفياتي وأطلق سراحهم بعد لقاء مع محمد حسين فضل الله.

ويؤكد عطاالله أن الحزب الشيوعي لم يخطط لاغتيال بشير الجميل، وأن الحزب اتخذ قراراً مبدئياً برفض التدخل في الاغتيالات.

وعن معارك طرابلس في شمال لبنان، يشير إلى العلاقة السيئة بين حافظ الأسد وياسر عرفات، وكيف قاد الحزب الشيوعي المعركة ضد عرفات في طرابلس، معتبراً أن المشاركة فيها كانت خطأً.

ويروي عطاالله تفاصيل لقائه مع حافظ الأسد في عام 1984، وكيف طلب الأسد من جورج حاوي التوقف عن تكرار قصة الوحدة الفورية بين لبنان وسوريا.

وعن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يقول عطاالله إن ثلاثة والقائد واحد، وهو بشار الأسد، مشيراً إلى ضباط لبنانيين وسوريين كبار و«حزب الله».

ويؤكد عطاالله أنه لم يتخذ قراراً بإعدام أحد شخصياً، لكنه وافق على إعدام عميل لإسرائيل بعد عرضه على المكتب السياسي.

ويختم عطاالله بالقول إنه يتمنى ألا تتكرر تجربة الماضي مع أحد، وأن المقاومة الوطنية يجب أن تكون لتحرير الأرض وتسليمها للدولة، معتبراً أن مقاومة «حزب الله» هي احتلال للأرض المحررة ومهنة.

وفيما يتعلق باغتيال رينيه معوض، يروي عطاالله تفاصيل جديدة حول دور جامع جامع في العملية، نقلاً عن شهود عيان.

ويضيف أن مسؤولاً حزبياً من الشمال ومعه جندي من الجيش اللبناني، أخبروه بأن السوريين طلبوا منه ترشيح جندياً لإدخاله ضمن حرس الرئيس معوض، وأعطوه متفجرة صغيرة ليلصقها بملابس معوض.

وعندما علم عطاالله بذلك، أخبر الرئيس معوض بالتفاصيل، لكن العملية لم تتم، واغتيل معوض بعد عشرة أيام.

وينقل عطاالله عن شاهدين عيان أن جامع جامع صعد إلى سطح البناية التي من قربها رميت القنبلتين اليدويتين، ومعه جهاز، وضغط على زر الجهاز فدوّى الانفجار.

مشاركة المقال: