الجمعة, 13 يونيو 2025 10:52 AM

إيران تمهد الطريق لعودة العلاقات مع مصر بإزالة اسم قاتل السادات من شوارع طهران

إيران تمهد الطريق لعودة العلاقات مع مصر بإزالة اسم قاتل السادات من شوارع طهران

في خطوة لافتة نحو إنهاء القطيعة المستمرة منذ 43 عاماً، قررت إيران إزالة اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، من أحد شوارع طهران، مما يفتح الباب أمام استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

أعلن مجلس مدينة طهران، المسؤول عن تسمية الشوارع والأماكن العامة، أن هذا القرار تم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية، ومن المقرر أن يتم تغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي" إلى "السيد حسن نصرالله" خلال الأسبوع المقبل.

على الرغم من أن هذا الإجراء قد يبدو بسيطاً، إلا أنه كان يشكل عائقاً كبيراً أمام تحسين العلاقات بين البلدين. فقد سبق أن طُرحت مبادرتان لتغيير اسم الشارع خلال رئاستي محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

وفقاً للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، كان يُنظر إلى أي خطوة نحو استئناف العلاقات مع مصر على أنها انحراف عن سياسات الإمام روح الله الخميني، الذي أمر بقطع العلاقات مع القاهرة عام 1979 بسبب استقبال السادات لشاه إيران وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.

بعد اغتيال السادات عام 1981، أطلقت إيران اسم الإسلامبولي على أحد شوارع طهران، مما زاد من التوتر الدبلوماسي مع القاهرة. وعلى الرغم من ذلك، هناك شارع في القاهرة يحمل اسم الدكتور محمد مصدق، رئيس وزراء إيران الأسبق.

شهدت العلاقات بين إيران ومصر بعض التحسن في السنوات الأخيرة، حيث التقى الرئيس الإيراني محمد خاتمي بالرئيس حسني مبارك عام 2000، وزار الرئيس محمد مرسي طهران عام 2012، كما زار محمود أحمدي نجاد مصر في نفس العام.

وفي عام 2023، التقى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وتكررت اللقاءات بين الرئيس الحالي مسعود بزشكيان والسيسي.

وقد عبّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي عن ترحيبه باستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة، وهو ما يمثل نقطة تحول هامة.

زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي القاهرة مؤخراً، وأعلن أن مسار العلاقات بين إيران ومصر بات مفتوحاً أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من وجود بعض العقبات، بما في ذلك اسم شارع خالد الإسلامبولي.

يُذكر أن شارعاً آخر في طهران لا يزال يحمل اسم سليمان خاطر، إلا أن القاهرة لا تُبدي حساسية تجاه هذه التسمية.

أكد مسؤول مصري رفيع أن القاهرة "باتت أكثر استعداداً لاستئناف العلاقات الكاملة مع طهران"، وأن عودة السفراء مدرجة على جدول الأعمال، مشيراً إلى أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين بلغ مستويات غير مسبوقة.

وفي السياق الإقليمي، اتخذت مصر مواقف واضحة ضد أي عمل عسكري محتمل يستهدف إيران، وترى أن استئناف العلاقات الكاملة مع إيران قد يجذب ملايين السياح الإيرانيين إلى مصر.

مشاركة المقال: