دمشق-سانا: ابتكر المهندسان السوريان البراء إسماعيل وبراء دوه جي نظام ذكاء اصطناعي تحت اسم "Lumos"، يهدف إلى تسريع عملية تحليل الكواكب التي يُحتمل أن تحمل علامات الحياة. يوفر النظام واجهة تفاعلية تتيح للمستخدمين تجربة استكشاف غنية وممتعة.
فكرة المشروع:
وفقًا لإسماعيل، بدأت فكرة المشروع من خلال متابعة الفريق لأحدث التطورات في مجال استكشاف الفضاء. كان إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا نقطة تحول، حيث أدى إلى تدفق هائل من البيانات الفلكية. تم توظيف الذكاء الاصطناعي لمعالجة هذه البيانات وتحديد الكواكب الواعدة التي قد تحتوي على "بصمات حيوية"، مثل الماء والميثان، مما يشير إلى وجود عوامل مساعدة للحياة. وأضاف إسماعيل: "استلهمنا المنهجية العلمية من أحدث الأوراق البحثية في هذا المجال، والتي أثبتت إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لهذه المهمة."
أوضح إسماعيل أنه تم اختبار ومقارنة نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة مثل ((XGBoost و CNN)) لتحقيق مستويات أعلى من الدقة والسرعة. ونظرًا لوجود فجوة بين الأبحاث والجمهور، حرص الفريق على إضافة بعد مجتمعي للمشروع، من خلال تطوير واجهة تفاعلية تعليمية تتيح للمستخدم خوض تجربة استكشاف ممتعة ومشوقة.
نظام تحليل الذكاء الاصطناعي:
أوضح دوه جي أنه تم إنشاء عالم افتراضي يضم أكثر من 700 ألف طيف ضوئي يحاكي خصائص كواكب مختلفة، بعضها يحتوي على بصمات حيوية. بعد ذلك، جرى تدريب شبكة عصبونية متخصصة (Autoencoder) لتعمل كفلتر ذكي يقوم بتنقية الإشارات الضعيفة من الضوضاء والتلوث. ثم استُخدمت البيانات النظيفة الناتجة لتدريب نماذج تصنيف متقدمة مثل ((Random Forest و XGBoost))، للتعرف بدقة على البصمات الكيميائية المميزة لعناصر مثل الماء والميثان والأوزون.
أبرز النتائج:
أكد دوه جي أن النظام حقق دقة بلغت 96 بالمئة في اكتشاف البصمات الحيوية، وأثبت أن نموذج XGBoost كان أسرع بنحو 3.5 مرات في التدريب مقارنة بالأبحاث السابقة في هذا المجال، مما يجعله حلاً واعداً وفعالاً للمستقبل.
واجهة اللعبة التعليمية:
وفيما يخص واجهة اللعبة التعليمية، أشار دوه جي إلى أنه تمت الاستعانة بمحرك الألعاب Unity وتحويل النتائج الرقمية المعقدة إلى تجربة بصرية تفاعلية تتيح للمستخدم التحليق عبر نموذج ثلاثي الأبعاد دقيق لنظام "TRAPPIST-1" الشمسي، مع إمكانية اختيار أي كوكب لاستكشافه عن قرب والتعرّف على احتمالية وجود الماء على سطحه.
أشرف على تنفيذ المشروع كل من الدكتور ياسر الصفدي والدكتورة عفاف الشلبي، حيث يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في مجال دراسة الكواكب خارج المجموعة الشمسية.
يُذكر أن المشروع شارك مؤخراً في الدورة الأولى لمعرض "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار، الذي استضافته مدينة المعارض بدمشق خلال الفترة من 17 إلى 20 تشرين الأول الجاري.