السبت, 11 أكتوبر 2025 05:07 PM

اتفاق تاريخي بين سوريا ولبنان للإفراج عن معتقلين سوريين: خطوة نحو طي صفحة الماضي

اتفاق تاريخي بين سوريا ولبنان للإفراج عن معتقلين سوريين: خطوة نحو طي صفحة الماضي

أعلن مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين، محمد طه الأحمد، عن اتفاق مع الحكومة اللبنانية لتسليم عدد من السجناء السوريين، باستثناء المتورطين في جرائم أودت بحياة مدنيين. جاء ذلك خلال زيارة رسمية قام بها وفد سوري رفيع المستوى إلى بيروت، وهي الأولى من نوعها منذ سنوات.

وفي تصريح لقناة “الإخبارية السورية”، أكد الأحمد تجاوب الجانب اللبناني مع المطالب السورية المتعلقة بالموقوفين، معربًا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في “طي صفحة الماضي”. وأشار إلى أن العديد من السوريين في السجون اللبنانية يواجهون “تهمًا ملفقة أو مبنية على اشتباه”.

أكد الأحمد أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يولي اهتمامًا خاصًا بملف الموقوفين السوريين في لبنان، وأن الملف نوقش خلال ثلاثة اجتماعات رسمية متتالية، وبدأت الاتصالات المباشرة مع الجانب اللبناني لوضع آلية لتنفيذ الاتفاق.

تأتي هذه التفاهمات بعد زيارة وفد سوري برئاسة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير العدل مظهر الويس، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد طه الأحمد.

وصف وزير العدل السوري، مظهر الويس، زيارة الوفد إلى لبنان بأنها “بداية جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين”، مؤكدًا أن ملف الموقوفين السوريين يمثل أولوية قصوى، وأن هناك لقاءات مرتقبة لإنهاء “هذه المأساة الإنسانية”.

أشار الويس إلى أن المباحثات شملت برنامج إعادة اللاجئين السوريين، مؤكدًا أن العودة يجب أن تكون “آمنة ومستدامة” من خلال تأمين البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق التي غادرها اللاجئون، مضيفًا أن “الجانب اللبناني يدعم إعادة الإعمار بما يهيئ الظروف الملائمة لعودتهم”.

أوضح الأحمد أن أغلب اللاجئين السوريين “تم تهجيرهم من مناطق كانت مناهضة للنظام السابق”، داعيًا إلى “تكريس الخدمات في تلك المناطق” لتشجيع السوريين على العودة. كما أعلن عن العمل على تشكيل لجنة سورية- لبنانية مشتركة لترسيم الحدود وضبطها، مشيرًا إلى ضبط “عدد كبير من شبكات التهريب” خلال الأشهر الأخيرة.

عقد الوفد لقاءات مع رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، لبحث ملفات تتعلق بالمعتقلين السوريين والعلاقات الثنائية بين البلدين.

الشيباني: أحدثنا تقدمًا في ملف سجناء رومية

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إنه تحدث حول مختلف المواضيع مع الرئيس اللبناني، ووزير خارجيته ورئيس الوزراء نواف سلام، حيث تحتاج هذه المواضيع إلى “نقاش معمّق وإلى لجان تقنية”.

يرى الشيباني أن هذه القضايا تهم الجانب اللبناني والسوري على حد سواء، ومن أبرزها ما يتعلق بـ “إعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية”. وأضاف: “قد أحدثنا اليوم تقدمًا كبيرًا جدًا في هذا الملف (سجناء رومية)، وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة”، وفق الشيباني. وأكد الوزير السوري أن هذه الزيارة “تاريخية ومهمة جدًا لكلا الطرفين”.

اندفاع سوري في ملف “الموقوفين”

تأتي قضايا المعتقلين السوريين في لبنان، والمفقودين اللبنانيين في سوريا، على رأس الملفات التي يناقشها الجانبان السوري واللبناني، وكانت أولى جولاتها بزيارة وفد من الخارجية السورية إلى بيروت في 1 من أيلول الماضي، ثم زيارة وفد حكومي لبناني إلى سوريا لمتابعة التفاصيل.

بحث الوفد عددًا من القضايا العالقة بين دمشق وبيروت، أبرزها ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، وترسيم الحدود، والتقى الوفد نائب رئيس الوزراء اللبناني، طارق متري. واتفق الجانبان على تشكيل لجنتين لتحديد مصير نحو ألفي سجين سوري محتجزين في السجون اللبنانية، وتحديد أماكن المواطنين اللبنانيين المفقودين في سوريا منذ سنوات، وتسوية الحدود المشتركة، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.

مشاركة المقال: