الأحد, 5 أكتوبر 2025 06:08 AM

استثمار ضخم: إنشاء معمل إسمنت جديد في ريف دمشق بتكلفة 200 مليون دولار

استثمار ضخم: إنشاء معمل إسمنت جديد في ريف دمشق بتكلفة 200 مليون دولار

في خطوة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون، وتبادل الخبرات، وتطوير صناعة الإسمنت في سوريا، انطلقت فعاليات المؤتمر والمعرض المتخصص بصناعة الإسمنت والمجبول البيتوني 2025 في سوريا، برعاية وزارة الاقتصاد والصناعة. المؤتمر سلط الضوء على قضايا الفساد والمخالفات التي طالما عانت منها هذه الصناعة لعقود.

المدير العام للشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت "عمران"، محمود فضيلة، كشف في حديثه لـ/الوطن/ عن إيقاف العمل في بعض الأعمال التابعة للمؤسسة، بعد دراسات وتحليلات أظهرت أنها تتسبب في ضرر كبير بسبب الفساد واستنزاف المال. وأشار إلى أن بعض مراكز البيع كانت تخدم مصالح شخصية معينة، وكشف عن تزوير فواتير، حيث وصلت قيمة إحداها إلى 12 مليار ليرة، تبين بعد التدقيق أنها لا تتجاوز مليار ليرة.

أكد فضلية أن سوريا تواجه تحديات كبيرة، وأن صناعة الإسمنت تسعى لاستعادة مكانتها كرافد هام للاقتصاد. وأضاف أن هناك جهوداً لتغيير النظرة القديمة بين القطاعين العام والخاص، والعمل كشركاء للاستفادة من الخبرات العالمية ودمجها مع المصانع السورية، ونقل التقنيات، وتدارك الصعوبات اللوجستية.

وأشار إلى أن بعض معامل الإسمنت ستعود للإنتاج، في حين ستعود أخرى للعمل بعد الصيانة خلال شهرين، مثل إسمنت طرطوس، حيث دخل المستثمر، ومن المتوقع أن يشهد السوق السورية إنتاجاً وأصنافاً جديدة خلال عام. وعلى التوازي، سيكون هناك مستثمر لإسمنت حماة، وسيبدأ بعملية الإنتاج وضخ المادة في الأسواق.

وشدد على أن الإسمنت من الصناعات الاستراتيجية، وأن إعادة الإعمار تعتمد عليها بشكل كبير، مؤكداً أن إنتاج الإسمنت السوري سيكون بجودة عالية وضمن المواصفات القياسية السورية. كما تم العمل على وضع خريطة جديدة لصناعة الإسمنت وتطويرها في سوريا، بالاعتماد على خبرات محلية واستشارات دولية.

وأوضح أنه يتم العمل بالقوانين والتشريعات، مع إعطاء حرية للتعديل في حال كانت تعيق العمل. وأصبح لـ"عمران" دور هام في دراسة الجدوى الاقتصادية، وأصبحت أساسية في اتخاذ القرار.

وخلال المؤتمر، تم الإعلان عن التوقيع بعد افتتاح معرض صناعة الإسمنت على عقد لإنشاء مصنع إسمنت جديد في محافظة ريف دمشق بتكلفة استثمارية تبلغ 200 مليون دولار بين الشركة السورية والشركة المستثمرة.

وحضر المؤتمر عدد من مديري مصانع الإسمنت وكبار مسؤولي الشركات العقارية، ما يعكس أهمية هذا الحدث للصناعة والاستثمار في البلاد.

فيما يتعلق بإنتاج مادة "الكلينكر"، أوضح أنه تم إيقاف إنتاجها محلياً بسبب التكلفة الكبيرة وارتفاع أسعار الفيول وتقادم خطوط الإنتاج، وتم استيرادها بسعر وتكلفة منخفضة.

كما تناول المؤتمر محاور تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة في إنتاج الإسمنت، والتحول نحو الاستدامة البيئية، إضافةً إلى تسليط الضوء على الشراكات الاستثمارية مثل مشروع مصنع الإسمنت بقيمة 200 مليون دولار الذي تم الإعلان عنه اليوم.

المدير العام لمجموعة سيم_تك جبرائيل_الأشهب أكد أن هذا الحدث السنوي يجمع العاملين في قطاع الإسمنت من مصدّري و مصنّعي الإسمنت الرمادي و الأبيض و المجبول البيتوني في سوريا والموردين المحليين، الإقليميين و العالميين إلى جانب الخبراء و المسؤولين الحكوميين ، وذلك في مكان واحد وتحدث الأشهب عن عدد من المحاور وأوراق العمل التي سيتناولها المؤتمر والمعرض والتي تركز على التكنولوجيا الحديثة في صناعة الإسمنت، و تطوير هذا القطاع الحيوي ورفع كفاءته الإنتاجية. مشيراً إلى أنّ أبرز ما سيتم طُرحه هو استخدام التقنيات الرقمية وأنظمة التحكم الذكية (RTF) ضمن خطوط الإنتاج. و تحسين الجودة من خلال أنظمة مراقبة دقيقة وحديثة.إضافة إلى مشاركة 8 شركات عالمية متخصصة من سويسرا وألمانيا، من بينها شركة سويسرية وشركة ألمانية تُعد من أكبر الشركات في مجال مطاحن الإسمنت، وستقدم أحدث حلولها التقنية لتحسين الكفاءة وتقليل استهلاك الطاقة. هناء غانم

مشاركة المقال: