تعرض ناشطون سوريون لهجوم بالأسلحة البيضاء والعصي أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاجية أمام مبنى مجلس الشعب في دمشق مساء الجمعة 18 تموز. كانت الوقفة تهدف إلى التنديد بالعنف المتبادل في السويداء.
وكان ناشطون سوريون قد دعوا إلى الاعتصام أمام مبنى مجلس الشعب احتجاجًا على أحداث العنف الدائرة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، والانتهاكات المتبادلة بين مسلحين ينتمون إلى عشائر عربية وفصائل محلية تنتمي للطائفة الدرزية.
وقالت الناشطة السورية زينة شهلا إن الناشطين تعرضوا لاعتداء لفظي وجسدي أمام مجلس الشعب في دمشق، أثناء وقفة صامتة بدأوها في 17 تموز، للمطالبة بوقف "شلال الدم" في سوريا وفتح قنوات للحوار والتواصل.
وأضافت عبر منشور لها في "فيسبوك" أن مجموعة من الأشخاص المسلحين بعصي خشبية اعتدوا على المعتصمين أثناء انصرافهم نهاية الوقفة، ولاحقوهم رغم تجنبهم ومحاولة الابتعاد عنهم وعدم الدخول في أي مناوشات. وأطلق المهاجمون عبارات تتضمن اتهامات بالخيانة وألفاظًا مهينة طالت المعتصمين.
وأظهرت تسجيلات مصورة تعرض مسلحين بعصي وأدوات حادة للمعتصمين، كما تعرضت الناشطة شهلا لاعتداء من قبل أحد المهاجمين وألفاظ نابية، وفقًا لما أظهرته المقاطع.
يذكر أن شهلا هي ناشطة وإعلامية، اعتقلت سابقًا في سجون النظام السوري السابق بسبب نشاطها السياسي، وهي مستشارة في اللجنة الوطنية للمفقودين، التي أعلن عنها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 17 أيار الماضي. ودعت شهلا إلى إيجاد قوانين واضحة "رادعة" للخطاب السائد، وحوار شامل للخروج مما أسمته "النفق المظلم".
ولم تشر شهلا إلى موقف الأمن الداخلي من الوقفة، كما لم تعلق الحكومة على الحادثة عبر معرفاتها الرسمية، حتى لحظة تحرير الخبر.
ماذا في السويداء؟
بدأت التوترات الأمنية في السويداء عقب حالات اختطاف متبادلة بين فصائل محلية تنتمي للمكون الدرزي في السويداء وعشائر من بدو المحافظة. تطورت إلى اشتباكات استدعت دخول عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع، إلا أن الأخيرتين تعرضتا لهجوم مضاد من فصائل توالي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، بعد اتهامات طالت القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات ترافقت مع دخولها إلى المنطقة.
كما تدخل الطيران الإسرائيلي لقصف نقاط وآليات للأمن الداخلي ومبنى الأركان في العاصمة دمشق، لصالح الفصائل المحلية، ما أدى إلى خروج الحكومة السورية من السويداء. وأعقب خروج القوات الحكومية انتهاكات من الفصائل ذات الطابع الدرزي بحق المكون البدوي في المنطقة، واحتجاز مدنيين منهم كرهائن، ما أدى إلى تأجيج الوضع وتعبئة عشائر من مختلف المدن السورية للتدخل في خط الصراع.
وتشير الإحصائيات الأولية، بحسب ما وثقته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى وقوع أكثر من 300 قتيل من جميع الأطراف، خلال الصراع الدائر في السويداء، منذ 13 تموز الحالي.