الثلاثاء, 15 يوليو 2025 12:01 AM

اكتشاف جيني مذهل: الحمض النووي القديم يكشف عن روابط بين الحضارتين المصرية والرافدية

اكتشاف جيني مذهل: الحمض النووي القديم يكشف عن روابط بين الحضارتين المصرية والرافدية

كشف تحليل الحمض النووي القديم عن وجود صلة وراثية تجمع بين حضارتي مصر القديمة وبلاد الرافدين، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة «نيتشر» يوم الأربعاء.

أجرى الباحثون تسلسلًا جينيًا كاملًا من أسنان هيكل عظمي محفوظ بشكل جيد، تم العثور عليه داخل وعاء جنائزي مغلق في موقع مقبرة مصرية يعود تاريخها إلى ما بين 4495 و4880 عامًا، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

أظهرت النتائج أن أربعة أخماس الجينوم تحمل روابط بشمال أفريقيا والمنطقة المحيطة بمصر. في المقابل، كشف الخمس المتبقي من الجينوم عن صلات بمنطقة الشرق الأوسط الواقعة بين نهري دجلة والفرات، المعروفة باسم الهلال الخصيب، حيث ازدهرت حضارة بلاد الرافدين.

وعلق دانيال أنطوان، أمين آثار مصر والسودان في المتحف البريطاني، قائلاً: «هذا الاكتشاف بالغ الأهمية، لأنه يمثل أول دليل مباشر على ما أشارت إليه دراسات سابقة.»

تشير الأدلة الأثرية السابقة إلى وجود روابط تجارية بين مصر وبلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى أوجه تشابه في تقنيات صناعة الفخار وأنظمة الكتابة التصويرية. وبينما توحي أوجه التشابه في هياكل الأسنان بوجود روابط محتملة بين الأسلاف، تؤكد الدراسة الجديدة هذه الروابط الجينية.

وأضاف أنطوان، الذي لم يشارك في الدراسة: «من المرجح أن نهر النيل كان بمثابة طريق سريع قديم، مما سهل حركة الثقافات والأفكار، وكذلك البشر.»

تم العثور على الهيكل العظمي في مجمع مقابر مصري في موقع النويرات الأثري، داخل غرفة منحوتة في سفح تل صخري. ويشير تحليل علامات التآكل على الهيكل العظمي، ووجود التهاب المفاصل في مفاصل محددة، إلى أن الرجل كان على الأرجح في الستينات من عمره، وربما كان يعمل في صناعة الفخار، وفقًا لما ذكره المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الآثار الحيوية جويل آيريش من جامعة ليفربول جون موريس.

عاش الرجل قبيل أو قرب بداية المملكة المصرية القديمة، عندما توحدت مصر العليا والسفلى كدولة واحدة، مما أدى إلى فترة من الاستقرار السياسي النسبي والابتكار الثقافي، بما في ذلك بناء أهرامات الجيزة.

وقال لينوس جيرلاند – فلينك، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الوراثة القديمة بجامعة أبردين باسكوتلندا: «في ذلك الوقت، سمحت السلطة المركزية بتشكيل مصر القديمة كما نعرفها.»

في الفترة نفسها تقريبًا، ترسخت دويلات المدن السومرية في بلاد ما بين النهرين، وظهرت الكتابة المسمارية كنظام كتابة.

وأشار الباحثون إلى ضرورة تحليل المزيد من عينات الحمض النووي القديم للحصول على صورة أوضح لمدى وتوقيت التنقلات بين المركزين الثقافيين.

المصدر: أخبار سوريا الوطن - وكالات - الشرق الأوسط

مشاركة المقال: