الجمعة, 15 أغسطس 2025 09:12 PM

الأردن يعلن عن تراجع كبير في تهريب المخدرات عبر الحدود مع سوريا: جهود مشتركة وتعاون أمني

الأردن يعلن عن تراجع كبير في تهريب المخدرات عبر الحدود مع سوريا: جهود مشتركة وتعاون أمني

أعلن وزير الاتصال الحكومي الأردني والناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، عن انخفاض ملحوظ في تهريب المخدرات عبر المعابر الرسمية بين سوريا والأردن. وأشار المومني في مقابلة مع قناة "المملكة" الأردنية، الجمعة 15 آب، إلى أن هذا الانخفاض يعكس جهودًا حكومية سورية رسمية للتعامل مع هذه القضية ووقفها.

وأوضح أن التحدي لا يزال قائمًا على الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سوريا، معتبرًا أن الانخفاض الحالي ليس بالمستوى المطلوب، ولكنه أشار إلى أن الجانب السوري لا يزال في مرحلة إعادة البناء. وأكد وجود لجان أمنية وعسكرية تتعامل مع هذا الملف بتنسيق "عالي المستوى".

علاقات "ممتازة"

تشهد العلاقات بين دمشق وعمان تحسنًا مستمرًا منذ سقوط النظام السابق، حيث كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أول وزير يزور سوريا بعد 8 كانون الأول 2024. كما يرعى الصفدي مباحثات ثلاثية بشأن الأحداث في السويداء، جنوب سوريا.

وفيما يتعلق بالاجتماع الثلاثي بين الأردن وسوريا والولايات المتحدة، أوضح المومني أن أهم نتائجه كانت التأكيد على أهمية وحدة سوريا وسيادتها، والبحث عن أفضل السبل لمساعدة سوريا في إعادة البناء، وتعزيز الأمن والاستقرار، ومعالجة الأوضاع الأمنية في المحافظات السورية، وخاصة في الجنوب، بما يعزز الأمن والاستقرار ويحفظ دماء السوريين.

وأكد أن المساعدات التي أرسلها الأردن إلى محافظة السويداء تمت بالتنسيق مع الجهات الرسمية السورية، مشددًا على أن الأردن معني بحقن الدماء السورية والحفاظ على أمن واستقرار سوريا، من خلال القنوات الصحيحة والضرورية.

ووصف المومني العلاقات الأردنية السورية بأنها "ممتازة"، معتبرًا أن الموقف الأردني تجاه سوريا هو موقف "قومي وعروبي وأخوي". وأكد أن الأردن يدعم وحدة سوريا الترابية وسيادتها واستقرارها، ويبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك، ويعمل على دعم هذا التوجه.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، أشار المومني إلى وجود تعاون مستمر ومتزايد من خلال لجان قطاعية تعمل في مجالات الطاقة والتجارة والنقل والتنمية الاجتماعية، ويتم التشاور بشأنها. وأوضح أن حركة العبور بين الأردن وسوريا تشهد نموًا مستمرًا، وأن هناك نقاشات متواصلة في هذه المجالات.

الأردن.. بوابة التهريب الجنوبية

شهدت تجارة المخدرات، وخاصة حبوب "الكبتاجون"، ازدهارًا في عهد النظام السوري السابق. ويُتهم ماهر الأسد، قائد "الفرقة الرابعة" في الجيش السوري السابق (المنحل)، وشقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد، بإدارة تجارة "الكبتاجون" بالتعاون مع جهات خارجية، أبرزها "حزب الله" اللبناني.

وتعتبر الأردن، الجارة الجنوبية لسوريا، المنفذ الرئيس لإخراج هذه المادة المخدرة وتصديرها بريًا، وتعد معبرًا لتجارة "الكبتاجون" تمهيدًا لتهريبها داخليًا أو إلى دول أخرى، وخاصة دول الخليج وعلى رأسها السعودية.

وأعلنت عمان مرارًا عن إحباطها لعمليات تهريب شحنات "الكبتاجون" خلال السنوات الماضية، بعضها من المنفذ الرسمي "جابر- نصيب" الحدودي، والآخر عن طريق ممرات غير شرعية. وبعد سقوط النظام، استمرت عمليات التهريب على الحدود الجنوبية مع الأردن، وتطورت إلى اشتباكات وقصف جوي داخل الأراضي السورية.

وتحاول الحكومة السورية ضبط هذا الملف، حيث تمكنت وزارة الداخلية من ضبط العديد من معامل إنتاج أقراص "الكبتاجون" التي كانت منتشرة على نطاق واسع في سوريا، وضبطت خلال عملها 121 طنًا من المواد الأولية لتصنيع المخدرات، و320 مليون حبة "كبتاجون"، بحسب بيان للوزارة على "فيسبوك" في 26 حزيران الماضي. وفي 29 أيار الماضي، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية عن ضبط شحنة مواد مخدرة خلال محاولة تهريبها عبر معبر "نصيب" الحدودي مع الأردن، وكانت متجهة إلى دول الخليج.

تجارة "الكبتاجون" بعد الأسد.. تضعف ولا تموت
دمشق- عمان.. نحو علاقة تتجاوز حد الجوار
مشاركة المقال: