حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء 11 تشرين الثاني، من أن نقص التمويل يهدد بترك 750 ألف لاجئ سوري دون دعم أساسي خلال فصل الشتاء. وأوضحت المفوضية أن هذا النقص يشمل مواد ضرورية مثل البطانيات، الفرش، أدوات المطبخ، المصابيح الشمسية، والملابس الشتوية.
ذكرت مديرة العلاقات الخارجية في مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة، دومينيك هايد، أن أكثر من مليون سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد. وأضافت أن العديد منهم وجدوا منازلهم مدمرة بسبب سنوات الحرب والقتال، مشيرة إلى أن الدعم الشتوي هذا العام سيكون أقل بكثير.
أكدت هايدي، بعد زيارتها لسوريا والأردن، أن ميزانيات المساعدات الإنسانية تعاني من ضغوط كبيرة، وأن العائلات ستواجه شتاءً قاسيًا ودرجات حرارة منخفضة للغاية دون توفر أساسيات الحياة مثل السقف المناسب، العزل الحراري، التدفئة، البطانيات، الملابس الدافئة، والأدوية.
أشارت هايدي إلى أن العائلات التي قابلتها في الأردن ما زالت متمسكة بأمل العودة، لكنها تخشى التحديات الهائلة لإعادة البناء. وقالت: "مع انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي، ينخفض التمويل الإنساني أيضًا، ولا ينبغي أن تُضطر العائلات النازحة إلى مواجهة الشتاء بمفردها". وأوضحت أن فرق المنظمة تعمل على الأرض لحماية اللاجئين والنازحين من البرد، ولكنها تحتاج إلى المزيد من التمويل للتخفيف من معاناة الكثيرين، مؤكدة أن "الوقت والموارد ينفدان".
حملة تبرعات لمساعدة اللاجئين
أعلنت مفوضية اللاجئين عن إطلاق حملة عالمية لجمع التبرعات الشتوية لمساعدة العائلات النازحة قسرًا والعائدين في المناطق المتضررة على تلبية احتياجاتهم العاجلة في الأشهر المقبلة. ودعت الأفراد والجهات المانحة الخاصة إلى المساهمة في جهود إنقاذ الأرواح مع انخفاض درجات الحرارة، في ظل تقليص الحكومات مساعداتها للمفوضية.
تهدف المفوضية من خلال هذه الحملة إلى جمع ما لا يقل عن 35 مليون دولار للمساعدة في إصلاح وعزل المنازل المتضررة، وتوفير الدفء والبطانيات للأطفال وكبار السن، وتوفير المال لشراء الأدوية والطعام الساخن. وأكدت المفوضية أن هذه الحملة تعتبر من أهم حملات جمع التبرعات لديها. وأشارت إلى أن 53 دولارًا يمكن أن تساعد لاجئًا واحدًا على الحصول على الرعاية الطبية في الأردن، و120 دولارًا توفر مستلزمات المأوى لعائلة لاجئة في لبنان لإصلاح مسكنها قبل الشتاء، و181 دولارًا يمكن أن توفر رزمة لوازم شتوية لعائلة في سوريا.
منحة مالية للعائدين من تركيا
بدأت منظمة "شفق" (منظمة مجتمع مدني مستقلة وغير ربحية تأسست في تركيا)، في 5 تشرين الثاني، استقبال طلبات حجز الدور للتسجيل على المنحة المالية المقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). هذه المنحة مخصصة للعائلات السورية العائدة طوعًا من تركيا إلى سوريا بعد تاريخ 29 تشرين الثاني 2024.
وفقًا لإعلان المنظمة، تبلغ قيمة المنحة 600 دولار أمريكي تُصرف لمرة واحدة لكل أسرة، وتهدف إلى دعم العائلات العائدة خلال مرحلة الاستقرار الأولى داخل الأراضي السورية. وأكدت "شفق" أن الرابط المرفق في إعلانها مخصص فقط لحجز الدور وتنظيم الحضور إلى المراكز المحددة، موضحة أن التسجيل الفعلي يتم داخل المراكز وفقًا للدور الذي يحصل عليه المتقدّم. وأشارت المنظمة إلى أن دورها يقتصر على المساعدة في عملية التسجيل، بينما تخضع الموافقة النهائية ومعايير القبول لشروط المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. كما أوضحت أن المنحة مخصصة حاليًا فقط للعائدين من تركيا، ولا تشمل القادمين من لبنان أو الأردن أو أي دولة أخرى.