الإثنين, 11 أغسطس 2025 06:25 PM

الإجهاد الحراري يهدد 83.6% من القوى العاملة: خطر صامت يتربص بعمال البناء والصحفيين

الإجهاد الحراري يهدد 83.6% من القوى العاملة: خطر صامت يتربص بعمال البناء والصحفيين

في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده المنطقة وسوريا على وجه الخصوص، تزداد المخاوف من الإجهاد الحراري، وهي مشكلة صحية خطيرة تهدد حياة العديد من العاملين، وعلى رأسهم عمال البناء والصحفيين وعمال الزراعة ورجال الإطفاء والعسكريين وعمال التوصيل والرياضيين وعمال المصانع، وكل من تتطلب طبيعة عملهم الخروج والعمل في الأجواء الحارة.

الدكتور مصعب برنية، اختصاصي الأمراض الداخلية، عرف الإجهاد الحراري المهني بأنه تعرض العمال لحمل حراري زائد نتيجة لظروف العمل البيئية والملابس التي يرتدونها، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم. وأوضح أن الأسباب الرئيسية تعود إلى العمل في الأماكن المكشوفة، وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، والجهد البدني المبذول، وعدم كفاية فترات الراحة والترطيب.

التشنجات الحرارية ومضاعفات أخرى

أشار الدكتور برنية إلى أن الإجهاد الحراري أو ضربة الشمس يمكن أن يتسببا في مضاعفات صحية أخرى مثل التشنجات الحرارية والطفح الجلدي الحراري، بالإضافة إلى تأثيرات طويلة المدى على الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي والكلى. وأكد أن الفئات الأكثر عرضة للخطر تشمل عمال البناء والصحفيين وعمال الزراعة وعمال المصانع والرياضيين والأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، وذلك نتيجة لظروف عملهم في الهواء الطلق والتعرض المباشر لأشعة الشمس والحرارة الشديدة.

غياب الإحصائيات الدقيقة

أوضح برنية أنه لا توجد إحصائيات دقيقة حول نسبة إصابة عمال البناء والصحفيين بالإجهاد الحراري، لكنهم بشكل عام يعتبرون من الفئات الأكثر عرضة للخطر بسبب طبيعة عملهم. وأضاف أن أعراض الإجهاد الحراري تتراوح بين تقلصات حرارية وإجهاد حراري وصولاً إلى ضربة الشمس (وهي حالة طبية طارئة)، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التعب والصداع والدوار والغثيان والارتباك.

شدد برنية على أهمية توفير أصحاب العمل بيئة عمل آمنة ومريحة، بما في ذلك أماكن مظللة وتوفير مياه للشرب ووسائل تبريد، بالإضافة إلى نشر الوعي وتدريب العمال على التعرف على علامات الإجهاد الحراري وكيفية الوقاية منه، وتوفير فترات راحة كافية وشرب كميات كافية من السوائل، والحرص على ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، وتجنب العمل خلال فترات الذروة أو تقليل ساعات العمل.

كما أشار إلى أنه تم خلال العام الماضي تسجيل ما بين 100 و120 حالة إصابة بضربات شمس يومياً، وغالبية المصابين يعملون تحت أشعة الشمس، مثل أصحاب البسطات والعربات وعمال البناء وأصحاب المطاعم وشرطة المرور. وأكد أن أسباب ضربة الشمس تعود إلى التعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة عالية، مما يؤدي إلى فشل نظام التحكم في درجة حرارة الجسم. ودعا الحكومة إلى سن القوانين التي تحمي العمال من الإجهاد الحراري وتطبيقها بشكل صارم، وتوفير التوعية للعمال وأصحاب العمل حول مخاطر الإجهاد الحراري، وتنفيذ برامج تدريبية للعمال حول الوقاية منه.

منظمة العمل الدولية تحذر

تشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أن نسبة كبيرة من القوى العاملة في الدول العربية تتأثر بالتعرض المفرط للحرارة في أماكن العمل، حيث يُعدّ الإجهاد الحراري قاتلاً خفياً وصامتاً، يمكن أن يسبب المرض أو ضربة الشمس أو حتى الموت. وتؤكد الدراسة أنه مع مرور الوقت يمكن أن يسبّب للعمال أيضاً مشاكل خطيرة في القلب والرئتين والكلى.

وبشكل عام، يشير تقرير المنظمة للعام المنصرم إلى أن العمال في إفريقيا والدول العربية وآسيا والمحيط الهادئ هم الأكثر تعرضاً للحرارة المفرطة، حيث يتأثّر حوالي 92.9 في المئة و74.7 في المئة من القوى العاملة في هذه المناطق على التوالي بالإجهاد الحراري. وكانت نسبة التعرض للحرارة المفرطة في مكان العمل في الدول العربية أعلى من المتوسط العالمي، حيث أثرت على 83.6 في المئة من القوى العاملة.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: