الخميس, 9 أكتوبر 2025 06:12 PM

البابايا: فاكهة استوائية واعدة تدعم زراعة الحمضيات في الساحل السوري

البابايا: فاكهة استوائية واعدة تدعم زراعة الحمضيات في الساحل السوري

تُعدّ زراعة البابايا من الزراعات المربحة التي تزدهر في المناطق ذات المناخ الدافئ. تنتشر زراعة البابايا بشكل أساسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم، وخاصة في الهند والبرازيل والمكسيك وإندونيسيا. يعود أصل البابايا إلى جنوب المكسيك وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية، وتتطلب زراعتها مناخًا دافئًا ورطبًا ودرجات حرارة معتدلة. وقد بدأت زراعتها في سوريا كجزء من التوجه نحو زراعة الفواكه الاستوائية في الساحل السوري، حيث الظروف المناخية أكثر ملاءمة لهذا النوع من الفاكهة مقارنة بالمناطق الداخلية.

أوضح المهندس الزراعي مروان العلي أن أشجار البابايا تبدأ في الإثمار بعد حوالي 9 إلى 12 شهرًا من زراعتها في الأرض، ويمكن للشجرة الواحدة أن تنتج ما بين 20 إلى 40 ثمرة خلال الموسم الواحد.

خبير زراعي: إنتاج ما يقارب 30 طنًا سنويًا للهكتار الواحد

تظهر علامات نضج الثمار باصفرار جزء منها على شكل خيوط باهتة وشفافة. يُفضل جني الثمار فور بدء تلونها، مع الحرص على عدم تركها تسقط على الأرض لتجنب الكدمات التي تؤثر سلبًا على قيمتها التسويقية. يتم الحصاد بشكل دوري كل 3 إلى 5 أيام، مما يضمن تدفقًا منتظمًا للإنتاج إلى السوق.

أشار العلي إلى أن التجارب أثبتت أن التخزين لفترات طويلة ليس مجديًا للبابايا، حيث تبقى الثمار التامة النضج في حالة جيدة لمدة أسبوعين تقريبًا عند درجة حرارة 7.2°م. بينما تتحمل الثمار التي تم قطفها عند بداية الاصفرار التخزين لعدة أيام فقط عند درجة حرارة 10°م.

هناك العديد من الأمراض التي قد تصيب البابايا، منها مرض تبقع الأوراق الذي يظهر على شكل بقع بنية على الأوراق يصل قطرها إلى 4 سم، مما يتسبب في موت الأنسجة. تقل خطورة هذا المرض في الطقس الجاف والبارد، ويمكن مكافحته برش النبات كاملًا بمحلول بوردو. إضافة إلى ذلك، هناك مرض عفن الثمار الذي يبدأ على شكل بقع صغيرة داكنة على الثمار غير الناضجة، ثم ينتشر بسرعة إلى الثمار الناضجة فيجعلها لينة ويتلفها. ومن الأمراض أيضًا مرض البياض الدقيقي الذي يتمثل بظهور نمو فطري أبيض على سطح الأوراق، مما يؤدي إلى اصفرارها وموت أنسجتها وتساقطها. يمكن أن يتسبب هذا المرض في تلف النبات بالكامل خلال أسابيع قليلة، ويُقاوم بالرش بمسحوق الكبريت 2-3 مرات كل عشرة أيام.

العناية الدورية

أكد العلي على أهمية العناية بأشجار البابايا، حيث تحتاج إلى رعاية منتظمة تشمل إزالة الحشائش (التعشيب) من خلال برنامج عزق سطحي أو حراثة سطحية بين خطوط الزراعة، وإزالة الأوراق القديمة للحفاظ على صحة الشجرة، وترفيع الخطوط دوريًا لتسهيل عملية الري وضمان انسياب المياه بشكل جيد.

العمر الإنتاجي

أوضح العلي أن إنتاج شجرة البابايا يستمر بشكل اقتصادي لمدة تتراوح بين 2 إلى 3 سنوات. بعد هذه الفترة، تطول الأشجار ويصبح جمع الثمار صعبًا، مما يدفع العديد من المزارعين إلى قلع البستان وزراعة جديدة.

أشار إلى وجود تجربة رائدة في الساحل السوري لأحد المزارعين، حيث أدخل البابايا إلى مزرعته في عام 2001 من خلال صنف واحد بذره من تايلاند. بسبب عدم استساغة طعم الثمار الأولى، أجرى عمليات تطعيم وتلقيح متتالية، أسفرت عن تطوير 14 صنفًا جديدًا، تم اعتماد أحد هذه الأصناف للزراعة، وهو يُعتبر من أجود الأصناف عالميًا لمذاقه اللذيذ المميز. لقد تطور إنتاج الشجرة الواحدة بشكل مذهل، من 30 كيلوغرامًا في البداية إلى 100 كيلوغرام للشجرة في الصنف المحسن.

وأضاف العلي أن إنتاج الهكتار الواحد من البابايا يصل ما بين 20 إلى 30 طنًا سنويًا، متمنيًا أن تثبت هذه الزراعة الحديثة نفسها كزراعة رديفة للزراعات الرئيسية في الساحل السوري كالحمضيات والمحاصيل المحمية، وليست بديلة عنها، نظرًا لتميز ثمارها بنكهة فريدة واستعمالات متعددة تضيف قيمة كبيرة للقطاع الزراعي.

استخدامات متعددة

يمكن استخدام البابايا في الطعام كمقبلات، أو إضافتها للسلطات والشوربات والعصائر والحلويات، ويمكن استخدامها في المخبوزات أيضًا كفاكهة حلوة المذاق، كما يمكن أكلها كوجبة خفيفة، أو شويها وتجفيفها. بالإضافة إلى استخداماتها الغذائية، تستخدم أوراق البابايا في الشاي، بينما تستخدم استخلاصات البابايا في صناعة المنسوجات، أما البابايا كفاكهة فيمكن أن تستخدم في صناعة المربى.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: