الخميس, 12 يونيو 2025 07:19 PM

التحالف الدولي يستأنف غاراته في إدلب: هل تتصاعد المخاوف من عودة التنظيمات الجهادية؟

التحالف الدولي يستأنف غاراته في إدلب: هل تتصاعد المخاوف من عودة التنظيمات الجهادية؟

بعد توقف دام نحو أربعة أشهر، استأنفت مسيّرات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بقيادة الولايات المتحدة غاراتها في محافظة إدلب، في مؤشر جديد إلى عدم نفاد بنك الأهداف الأميركية في سوريا، وعلى استمرار القلق الدولي من وجود شخصيات مرتبطة بتنظيم "القاعدة" أو ذات خلفيات جهادية على الأراضي السورية.

ويأتي استئناف الغارات رغم التوافقات التي ساهمت في إنهاء ملف المقاتلين الأجانب من خلال قبول واشنطن ضمّهم إلى صفوف الجيش السوري الجديد.

وقد نُفذت غارتان، صباح الثلاثاء، بفاصل زمني يقارب 40 دقيقة. استهدفت الغارة الأولى دراجة نارية في محيط بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، وأسفرت عن مقتل شخصين كانا على متنها وتفحّم جثتيهما، فيما لم تُحدَّد هويتاهما حتى ساعة إعداد التقرير.

أما الغارة الثانية، فقد استهدفت سيارة قرب مخيمات الكرامة في بلدة أطمة، وهي البلدة نفسها التي اغتيل فيها أبو إبراهيم القرشي، الخليفة الرابع لـ"داعش"، عام 2022، وأسفرت بدورها عن مقتل شخصين، أحدهما يدعى هاني الحمود، وهو سوري من قرية باتبو.

وكانت طائرات التحالف الدولي قد توقفت عن تنفيذ ضربات في إدلب منذ أواخر شباط/فبراير الماضي، بعد شهرين من سقوط النظام السابق، إذ نُفِّذت آخر غارة في 23 من الشهر نفسه.

وفي تلك الغارة، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) مقتل قيادي في تنظيم "حراس الدين" يُدعى وسيم تحسين بيرقدار، بضربة جوية استهدفته في مدينة الدانا. وأوضحت "سنتكوم" أن بيرقدار كان من كبار قادة التنظيم، وقد تبين لاحقاً أنه شقيق مدير أوقاف دمشق الحالي سامر بيرقدار، الذي سبق أن شغل منصباً ضمن الحكومة السورية الموقتة في شمال حلب، التابعة للائتلاف الوطني المعارض.

ورغم إعطاء واشنطن الضوء الأخضر للإدارة السورية الموقتة بالسماح بضمّ المقاتلين الأجانب – ولا سيما الإيغور – إلى صفوف الجيش، يبدو أن هذا الضوء لا يشمل جميع الفئات، إذ تُستثنى منه شريحة من القادة والعناصر المرتبطين بتنظيم "حراس الدين"، الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، والذي أعلن في كانون الثاني/يناير الماضي عن حلّ نفسه.

وجاء في بيان التنظيم أنه "أنهى مهمته بعد انتصار الثورة السورية"، في إشارة إلى أن استهداف الولايات المتحدة لعناصره لا يتعلّق بنشاطهم الحالي في سوريا بقدر ما يرتبط بمخاوف من انتقالهم إلى ساحات أخرى.

وفي السياق نفسه، اشترط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع منتصف أيار/مايو، المساهمة الفعلية في محاربة الإرهاب، ومنع استخدام الأراضي السورية كمنصة لاستهداف دول الجوار.

وفي حين وجّهت اتهامات لـ"هيئة تحرير الشام" بالتنسيق مع التحالف الدولي لاستهداف قادة "حراس الدين" على مدى سنوات ما قبل سقوط النظام، فإن هذا الملف انفجر في وجه الشرع قبل نحو عام من انهيار النظام، حين تفجّرت أزمة داخلية في صفوف الهيئة بسبب حملة اعتقالات طالت المئات من قادة وعناصر جناحها العسكري، بتهمة التعامل مع جهات أجنبية. غير أن الشرع سارع لاحقاً إلى احتواء الأزمة، وأعاد معظم المتهمين إلى مواقعهم. وبالتوازي مع غارات التحالف، برز مؤخراً مسار آخر من التصفيات، استهدف عدداً من القادة الأجانب في إدلب، من دون تمييز بين "حراس الدين" أو سواهم من التنظيمات الجهادية، بما فيها "هيئة تحرير الشام".

فقد اغتيل قبل أيام القيادي السابق في الهيئة أبو عائشة العراقي، إثر تعرّضه لإطلاق نار في إدلب، ما أدى إلى مقتله على الفور. وتكرر المشهد قبل نحو ثلاثة أشهر، حين قُتل أبو القاسم العراقي بالطريقة ذاتها، وسط معلومات عن تركه للهيئة أيضاً. ولم يتضح بعد ما إذا كانت عمليات التصفية تستهدف القادة الأجانب المنسحبين من "تحرير الشام" تحديداً، أم أنها تعود إلى أسباب وخلفيات أخرى.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: