حذرت رحاب الإبراهيم من تفاقم أزمة الجفاف في سوريا نتيجة الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من الغابات. وأشارت إلى أن فقدان الغطاء الأخضر سيؤدي إلى آثار بيئية واقتصادية سلبية ما لم تتخذ إجراءات عاجلة.
المهندس إسماعيل عيسى، الباحث في الشؤون الزراعية، أوضح لصحيفة "الحرية" أن الجفاف والقحط يعتبران من أخطر الكوارث، محملاً الإنسان مسؤولية تفاقمها من خلال الاستثمار الجائر للطبيعة والتلوث.
الزراعة الضحية الأولى
أكد المهندس عيسى أن الزراعة بشقيها النباتي والحيواني هي الضحية الأولى للجفاف. وأشار إلى أن البادية السورية كانت توفر علفاً مجانياً للثروة الحيوانية لعدة أشهر، وتقدر قيمته بمليارات الليرات. كما لفت إلى اضطرار مربي الأغنام لبيع جزء من قطيعهم بسبب الجفاف، ما يؤدي إلى تدهور الثروة الحيوانية ونقص التغذية والأمراض.
كارثة كبرى
وشدد المهندس عيسى على أن الجفاف يؤدي إلى كارثة على المحاصيل الرئيسية، خاصة الحبوب التي تعتمد على المساحات البعلية. وأوضح أن انعدام الأمطار يعني خسائر بمليارات الليرات وهجرة الفلاحين. كما تقلصت المساحات المروية بسبب نقص المياه. وأشار إلى أن أنهاراً مثل بردى والخابور والبليخ وجغجغ والأعوج كانت تغرق السباحين في الماضي، بينما جفت العديد من الينابيع والأقنية اليوم.
وأكد أن الجفاف أثر أيضاً على محصول القطن، ما أدى إلى تدهور الصناعات النسيجية وإغلاق المعامل وتسريح العمال.
حالة عجز
أقر عيسى بالوصول إلى حالة عجز عن اتخاذ خطوات حقيقية لمواجهة الجفاف، داعياً إلى عقد ندوة علمية لمناقشة الواقع ووضع حلول. وطالب بدراسة واقع الأحواض المائية وتحديد مناسيب المياه وتوزيعها على الاحتياجات المختلفة، مع إعطاء الأولوية لمياه الشرب والزراعة والصناعة. كما دعا إلى استعادة الحقوق المائية من الأنهار المارة في سوريا ورسم خريطة زراعية مناسبة لكميات المياه المتوفرة.
هدر المياه
ولفت المهندس عيسى إلى أهمية التوسع في بناء السدود ومشاريع حصاد المياه، والتحول إلى زراعات أقل استهلاكاً للمياه، وتطوير طرق الري لتقليل الهدر. كما طالب بمتابعة مواقع الهدر والسرقة ومنع حفر الآبار العشوائية وتعزيل الأقنية المائية وفصل مياه الشرب عن الاستخدامات الأخرى ورفع أسعار مياه الشرب حسب الاستهلاك.
المصدر: أخبار سوريا الوطن١-الحرية