السبت, 12 يوليو 2025 08:36 PM

الحرائق تشتد في اللاذقية: جهود إخماد مكثفة ودعم دولي لمواجهة الكارثة

الحرائق تشتد في اللاذقية: جهود إخماد مكثفة ودعم دولي لمواجهة الكارثة

في ظل الجهود المتواصلة لإخماد الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية، قدّم الاتحاد الأوروبي خرائط أقمار صناعية محدثة للساحل السوري، بهدف توجيه فرق الاستجابة التي تواجه صعوبات متزايدة.

أفادت التقارير بتجدد اشتعال الحرائق على ثلاثة محاور رئيسية مساء الجمعة، على الرغم من الجهود المبذولة، وذلك نتيجة لانتقال شرر النار لمسافات بعيدة، ووجود ألغام، والتضاريس الوعرة للمنطقة.

مع اقتراب الحرائق من المنطقة الحدودية مع تركيا شمال اللاذقية، قامت السلطات التركية بإغلاق معبر كسب مؤقتًا، خشية امتداد النيران.

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تفعيل خدمة "كوبرنيكوس" لتوفير خرائط أقمار صناعية محدثة، للمساهمة في مواجهة "الحرائق التي اجتاحت مناطق في سوريا وأدت إلى نزوح آلاف الأشخاص، وألحقت أضراراً جسيمة بالمجتمعات". وأكد أن دولاً أوروبية مشاركة في آلية الحماية المدنية تتابع الوضع عن كثب، وتبحث سُبل دعم السوريين في مواجهة هذه الكارثة.

تُستخدم هذه الخرائط من قِبل فرق الاستجابة "لتوجيه عملياتهم بدقّة، ويمكن تكبيرها حتى مستوى القرى لتقييم حجم الأضرار"، وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد الأوروبي.

تعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، وهي برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، بالإضافة إلى عدة بؤر متفرقة. وتتلقى هذه الفرق دعمًا من فرق الإطفاء التركية والأردنية، حيث يشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقًا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة إلى فرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ 300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي، ومعدات هندسية ثقيلة تُستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات يمكن الوصول إليها وفتح الطرق أمام فرق الإطفاء.

تشارك أيضًا فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، بينما تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك، وفقًا للدفاع المدني.

من جانبه، صرح وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، بأن الوزارة تتلقى العديد من الرسائل التي تتضمن مقترحات لوقف تمدد النيران وإخماد الحرائق، معربًا عن تقديره وامتنانه لأصحاب هذه المبادرات. وأكد أن بعض هذه الاقتراحات غير قابلة للتطبيق في الاستجابة العاجلة، كونها تندرج ضمن الإجراءات الاستباقية التي تعمل الوزارة عليها، في حين أن تنفيذ بعضها الآخر يتطلب بنى تحتية غير متوفرة في بلد أنهكته حرب مدمرة دامت أربعة عشر عاماً.

وأضاف أن فرق الإطفاء تعمل بكل الأساليب والتكتيكات المعتمدة عالمياً في إخماد الحرائق في الغابات، من خلال العزل، وإنشاء خطوط قطع ناري، والعزل الاستباقي، وذلك بإشراف خبراء وقادة عمليات وكوادر ميدانية ذات خبرة واسعة.

وأشار إلى مشاركة فرق من تركيا والأردن، مع وصول دعم من العراق، لافتاً إلى أن وجود الألغام ومخلّفات الحرب، إضافة إلى سرعة الرياح وتبدل اتجاهها، وامتداد الشرر لمسافات تتجاوز مئات الأمتار، كلها عوامل تُعقّد مهمة السيطرة على الحرائق.

وكانت فرق الإطفاء قد أخمدت أمس حريقَين حراجيين كبيرين في ريف حماة، الأول اندلع في منطقة نبع الطيب، والثاني اندلع في جبل تقسيس قرب البحوث العلمية.

مشاركة المقال: