أعرب الرئيس أحمد الشرع عن رغبته في بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين سوريا ولبنان، مؤكدًا أن لبنان قد عانى كثيرًا في ظل حكم آل الأسد، وأن الوقت قد حان لتجاوز الماضي وتخفيف الآثار السلبية التي تثقل كاهل العلاقة بين البلدين.
وخلال لقاء مع صحفيين من وسائل إعلام عربية، شدد الشرع على أهمية التركيز على المصالح المشتركة وتحقيق الاستقرار، مع إعطاء الأولوية للتعاون الاقتصادي كأداة لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي في لبنان. وأشار إلى أن لبنان قد يتكبد خسائر كبيرة على المدى الطويل إذا لم يستفد من النهضة الاقتصادية الحالية في سوريا، مؤكدًا أن استقرار دول الجوار مثل لبنان والعراق والأردن وتركيا سينعكس إيجابًا على استقرار سوريا.
وفي سياق حديثه عن الوضع في سوريا، أعرب الرئيس عن دهشته من العقوبات المفروضة على سوريا منذ فترة طويلة، والتي كان نظام الأسد سببًا في عزل سوريا عن العالم. ومع ذلك، أكد أن سوريا الجديدة بدأت في تحسين علاقاتها مع العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا وقطر والسعودية وتركيا، بالإضافة إلى علاقات مقبولة مع الصين، واصفًا ذلك بالإنجاز الصعب في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.
وأوضح الشرع أنه على الرغم من حق سوريا في الرد على اعتداءات حزب الله خلال السنوات الماضية، إلا أنه فضل عدم التصعيد لتجنب تفاقم الوضع في لبنان. وأكد أن الاستثمار في لبنان يجب أن يستند إلى الاستقرار الاقتصادي الذي يعود بالنفع على كلا الجانبين، وليس على الاستقطاب السياسي والطائفي.
وفي ختام حديثه، دعا الرئيس الشرع إلى توحيد الجهود لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بعيدًا عن الانقسامات الطائفية، مع التركيز على المشاريع الاقتصادية المشتركة مثل تطوير الموانئ والطاقة والكهرباء، مؤكدًا أن هذا التعاون هو مفتاح نجاح النهضة السورية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.