الأحد, 27 يوليو 2025 08:07 PM

الرقة تحت وطأة أزمة صحية: ارتفاع تكاليف المعاينات الطبية يهدد الأهالي

الرقة تحت وطأة أزمة صحية: ارتفاع تكاليف المعاينات الطبية يهدد الأهالي

تواجه مدينة الرقة أزمة متفاقمة بسبب الارتفاع الحاد في تكاليف المعاينات الطبية، مما يضع عبئًا ثقيلاً على السكان الذين يعانون بالفعل من ضغوط اقتصادية متزايدة. تشير الشهادات المحلية إلى أن الحصول على الرعاية الصحية أصبح يشكل تحديًا ماليًا كبيرًا، خاصة مع تدهور القدرة الشرائية وانخفاض مستويات الدخل.

أرقام تتجاوز القدرة على التحمل

تظهر البيانات أن تكلفة معاينة طبيب القلب أو الأعصاب قد تصل إلى 100 ألف ليرة سورية، في حين تبلغ أجور الأطباء المتخصصين في طب الأطفال والأمراض الداخلية حوالي 75 ألف ليرة سورية. أما بالنسبة لاختصاصات النساء والتوليد، والأنف والأذن والحنجرة، فتتراوح الأسعار حول 50 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ لا يتناسب مع مستوى الدخل السائد في المدينة ولا مع سعر صرف الدولار، سواء الرسمي أو في السوق السوداء.

معاناة السكان تتفاقم

يقول محمد العلي (51 عامًا)، وهو من سكان المدينة: "الأوضاع المعيشية صعبة للغاية، ومع ارتفاع أسعار المعاينات، أصبح من المستحيل توفير العلاج لأطفالي. المرض لا يرحم، ونحن بحاجة ماسة إلى دعم حقيقي."

وتضيف عائشة علو (31 عامًا) قائلة: "زوجي يعاني من مرض في القلب، وندفع 100 ألف ليرة سورية في كل زيارة. أصبح العلاج يمثل تحديًا كبيرًا، لا يقل صعوبة عن توفير الطعام والاحتياجات اليومية الأساسية."

ويوضح عمار العبد الله، صاحب متجر صغير: "لم تعد الصعوبات تقتصر على توفير لقمة العيش، بل امتدت لتشمل الحصول على الرعاية الطبية. من غير المعقول أن تتراوح أجور المعاينات بين 50 و100 ألف ليرة سورية في حين أن الدخل يكاد يكون ثابتًا."

وعود بحلول قريبة من اللجنة الصحية

في ظل تصاعد الغضب الشعبي، أكد مصدر في لجنة الصحة بمدينة الرقة لـ سوريا ٢٤ أن المشكلة معروفة وأن هناك جهودًا جارية لمعالجتها، وقال: "نحن ندرك تمامًا حجم الأعباء الملقاة على عاتق الأهالي، ونسعى جاهدين للتوصل إلى تسعيرة عادلة من خلال التواصل مع الأطباء. ومع ذلك، فإن التحديات الاقتصادية وانخفاض الدعم المالي يجعلان تنفيذ الحلول أمرًا صعبًا في الوقت الحالي."

تدخل عاجل لإنقاذ الوضع

في ظل هذه الظروف الصعبة، تتزايد المطالبات بضرورة إيجاد آليات تضمن حصول جميع السكان على الرعاية الصحية دون أن تتحول إلى عبء مالي لا يطاق. فالوضع الحالي يفرض على الجهات المعنية، سواء المحلية أو الدولية، الإسراع في تقديم دعم فعال لتوفير رعاية صحية عادلة وميسورة التكلفة، تحترم كرامة المواطن وتلبي احتياجاته الأساسية.

مشاركة المقال: