الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 02:42 AM

الرقة: هجوم انتحاري يستهدف نقطة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية واعتقالات واسعة في الحسكة

الرقة: هجوم انتحاري يستهدف نقطة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية واعتقالات واسعة في الحسكة

أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن تصديها لهجوم انتحاري نفذته خلية يشتبه بانتمائها لتنظيم "الدولة الإسلامية"، استهدف إحدى نقاطها العسكرية في الريف الشمالي لمدينة الرقة، مساء الأحد 31 من آب. وذكرت في بيان لها فجر اليوم الاثنين 1 من أيلول، أنها تعرضت لهجوم من شخصين، حيث أصيب أحدهما خلال اشتباكات ثم فجر نفسه، بينما تمكنت من قتل المهاجم الثاني. وأشار البيان إلى إصابة ثلاثة عناصر من "قسد" بجروح طفيفة وحالتهم مستقرة.

حتى لحظة تحرير الخبر، لم تعلن أي جهة تابعة لتنظيم "الدولة" مسؤوليتها عن الهجوم عبر المنصات الإعلامية التابعة له. وكان تنظيم "الدولة" قد تبنى 20 عملية ضد "قسد" خلال آب الماضي، معظمها في دير الزور، شرقي سوريا، بحسب رصد عنب بلدي. وكانت أحدث العمليات التي تبناها التنظيم يوم الأحد، حيث أعلن استهداف حاجزًا لـ"pkk" (في إشارة إلى "قسد") في قرية الحوايج بريف دير الزور، مما أدى إلى مقتل عنصرين.

اعتقالات في الحسكة

من جهة أخرى، نفذت "قسد" عملية أمنية في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، استهدفت خلايا لتنظيم "الدولة"، وأسفرت عن اعتقال 51 شخصًا، بينهم متورطون في الهجوم على المدنيين والمراكز الأمنية والخدمية في 30 من آب الماضي. وأضافت أنها ضبطت 50 سلاحًا رشاشًا "كلاشنكوف"، و16 مسدسًا، وسلاح "BKC" رشاش، بالإضافة إلى قنابل يدوية وذخائر وأجهزة لاسلكية.

استمرت عملية "أمن الشعوب الدائم"، كما أسمتها "قسد"، لمدة 14 ساعة بمشاركة نحو 3000 مقاتل، من بينهم عناصر تابعون لـ"وحدات حماية المرأة" (YPJ). ووفقًا لـ"قسد"، جاءت العملية بالتزامن مع التحركات المكثفة للتنظيم في الجغرافيا السورية، مستغلًا حالة الفوضى والفراغ الأمني في مناطق البادية والداخل السوري (مناطق سيطرة الحكومة). واعتبرت "قسد" أن العملية تأتي كضربة استباقية ضد محاولات التنظيم لإعادة تنظيم نفسه وتشكيل الخلايا لتنفيذ مخططات الهجوم على السجون التي تحوي عناصره وقادته، خاصة في مدينة الحسكة. وأشارت إلى أن معلومات استخباراتية كشفت محاولات للتنظيم لتحويل مدينة الحسكة إلى مركز لعملياته، خاصة في الأحياء القريبة من سجن "الصناعة" وأطراف المدينة.

اتهامات بعشوائية الاعتقال

في المقابل، اتهم ناشطون من مدينة الحسكة "قسد" باعتقال مدنيين بينهم نساء وأطفال ورجال دين، لا يمتون للتنظيم بصلة. وقال مدير مركز "إعلام الحسكة" نوار الرهاوي، لعنب بلدي في وقت سابق، إن "قسد" اعتقلت إيمان الوردي وابنها أمير، وشقيقها خضر الوردي. وأضاف أن الاعتقالات شملت الطفل علي المشوح (16 عامًا)، في أثناء عمله في ورشة لتصليح السيارات بمنطقة الصناعة، حيث كان يعيل أسرته، دون أن تعلن "قسد" عن أسباب توقيفه أو توجه له أي تهمة رسمية، بحسب الرهاوي.

كما اعتقلت "قسد" الشيخ عماد الحسن، إمام جامع "التوحيد" في حي غويران، وشخصًا آخر من أبناء الحي نفسه. وداهمت منازل عدة، بينها منزل "الملا" (رجل دين صوفي) محمود الصالح، ومنزل صالح السلامة "أبو فايز"، إضافة إلى الشابين غزوان المحمد ومخلف الآغاوات. ووثق مدير مركز "إعلام الحسكة" اعتقال كل من عبد الرزاق سليمان المنديل وأحمد الحمود العوض وشقيقه عثمان، خلال حملة "قسد" التي طالت أحياء العزيزية والصالحية في الحسكة. وبحسب الرهاوي، فإن معظم المعتقلين في هذه الحملة مدنيون لا صلة لهم بتنظيم "الدولة"، مشيرًا إلى استياء واسع من الأهالي. واتهم الرهاوي عناصر "قسد" بارتكاب عمليات سرقة ونهب لمحتويات المنازل خلال الحملة الأمنية.

اتهامات لـ”قسد” باعتقال مدنيين خلال حملة في الحسكة

سجن "غويران"

في 19 من كانون الثاني 2022، شهدت شوارع حي غويران بمدينة الحسكة مواجهات عسكرية بين خلايا لتنظيم "الدولة" تسللوا إلى محيط سجن "غويران"، الذي يعتبر أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين في التنظيم، ممن اعتقلتهم قوات التحالف الدولي في سوريا خلال عملياتها العسكرية بين عامي 2017 و2022. وتطورت هذه المواجهات مع تمكّن العشرات من السجناء من تجاوز أسوار السجن والانضمام إلى الخلايا التي تمركزت في الأحياء المحيطة بالمنطقة، مثل حيي الزهور والمقابر، إذ استخدمت خلايا التنظيم مع بداية المواجهات سيارة مفخخة فجّرتها على البوابة الرئيسة للسجن.

 محاكمة سجناء التنظيم دون دولة وقوانين
مشاركة المقال: