الإثنين, 11 أغسطس 2025 04:41 PM

الزراعة المحمية في ريف جبلة: استراتيجية لمواجهة التحديات وضمان الأمن الغذائي رغم ارتفاع التكاليف

الزراعة المحمية في ريف جبلة: استراتيجية لمواجهة التحديات وضمان الأمن الغذائي رغم ارتفاع التكاليف

تشهد زراعة الخضراوات في البيوت البلاستيكية بمنطقة ريف جبلة توسعاً ملحوظاً، وذلك في ظل سعي المزارعين للتغلب على التقلبات المناخية وضمان إنتاج مستمر طوال العام. يساهم هذا النمط الزراعي في توفير كميات ثابتة من الخضراوات مثل (البندورة والخيار والفليفلة) في الأسواق المحلية، مما يعزز الأمن الغذائي ويقلل من تذبذب الأسعار بين المواسم المختلفة.

المهندس الزراعي أحمد إسماعيل، المتخصص في تقنيات الزراعة المحمية، صرح لصحيفة "الحرية" بأن هذه التجربة في ريف جبلة، على الرغم من نجاحها، تواجه صعوبات جمة، من أبرزها غلاء أسعار الأسمدة والمبيدات، ونقص المياه، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وانتشار الأمراض الفطرية والحشرات الضارة، الأمر الذي يتطلب رعاية ومكافحة مستمرة للحفاظ على جودة الإنتاج.

المزارع علي محمد من قرية بسنديانة أوضح أن ضعف الدعم المقدم للمزارعين يجعل الاستمرار في الزراعة المحمية مكلفاً للغاية، خاصة مع الارتفاع المستمر في أسعار المستلزمات الزراعية. وأشار إلى أن الإنتاج الوفير والجودة العالية يمنحان هذه الزراعة أهمية اقتصادية كبيرة، إلا أن تحقيق الأرباح يظل مرتبطاً باستقرار التكاليف.

وفي السياق ذاته، أكد المزارع أورهان العلي من قرى شرقي جبلة أنه تحول من الزراعة التقليدية إلى البيوت البلاستيكية، معتمداً على منظومة الطاقة الشمسية لتعويض انقطاع الكهرباء وضمان تشغيل أنظمة الري والتهوية. ورأى أن الاستثمار في هذه التقنية، على الرغم من تكلفته، قد أثمر نتائج إيجابية على الإنتاجية.

ويرى الخبير الاقتصادي في جامعة اللاذقية الدكتور علي ميا أن الزراعة المحمية في ريف جبلة تمثل دعامة اقتصادية محلية، حيث تتيح تنويع مصادر الدخل الريفي وتوفير منتجات أساسية على مدار العام، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد ويعزز الاستقرار الغذائي. وأوضح أن دعم هذه الزراعة من خلال تخفيض تكاليف مستلزماتها وتأمين البنية التحتية اللازمة، وخاصة الطاقة والمياه، من شأنه أن يحولها إلى قطاع إنتاجي قادر على المساهمة الفعالة في النمو الاقتصادي المحلي وتوفير فرص عمل مستقرة.

وتظهر هذه الأمثلة أن الزراعة المحمية في ريف جبلة تمثل خياراً استراتيجياً لمواجهة التغيرات المناخية والضغوط الاقتصادية، إلا أن نجاحها يعتمد على توفير دعم فني ولوجستي شامل، يضمن للمزارعين استقرار الإنتاج وتحقيق عائد اقتصادي مجد.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: