الأربعاء, 26 نوفمبر 2025 10:49 AM

الساحل السوري يشهد احتجاجات واسعة النطاق.. ودمشق ترد

الساحل السوري يشهد احتجاجات واسعة النطاق.. ودمشق ترد

شهدت محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص، يوم الثلاثاء، موجة واسعة من التظاهرات والاعتصامات السلمية، حيث عبر المشاركون عن استيائهم من تفشي أعمال القتل والانفلات الأمني والخطاب الطائفي. وطالب المحتجون بتطبيق اللامركزية والإفراج عن الموقوفين، وسط انتشار أمني مكثف في مختلف المناطق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية سانا أن مدينة طرطوس شهدت منذ ساعات الصباح الأولى انتشاراً واسعاً لقوى الأمن الداخلي بهدف حماية المدنيين والمنشآت العامة. وفي اللاذقية، خرجت مظاهرات عند دوار الزراعة ودوار الأزهري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأفاد “تلفزيون سوريا” بتوافد مئات من سكان طرطوس وريفها إلى مناطق التظاهر قرب دوائر السادات، مؤكداً أن القوات الأمنية طوقت المكان بالكامل لتأمين المحتجين والحفاظ على الاستقرار.

وفي اللاذقية أيضاً، انتشرت وحدات الأمن الداخلي على دوار هارون لتأمين المظاهرات، حيث رفع المحتجون شعارات تطالب بوقف القتل، وتفعيل اللامركزية الإدارية، والإفراج عن المعتقلين الذين احتُجزوا عقب سقوط حكومة بشار الأسد. ومن بين اليافطات التي ظهرت: “اللامركزية.. لا للإرهاب.. لا للسلاح المنفلت”.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن التظاهرات تركزت في عدة نقاط داخل مدينتي اللاذقية وجبلة، من بينها دوار الأزهري والثورة والزراعة ودوار العمارة، حيث هتف المشاركون ضد الأوضاع الراهنة وطالبوا بإنهاء مظاهر الظلم والإفراج عن المعتقلين.

ووفق مصادر المرصد، شهدت مناطق دوار الأزهري والثورة والزراعة وساحة الحمام انتشاراً أمنياً كثيفاً، مع إغلاق بعض الطرق الرئيسية مثل جسر جبلة والمتحلق بهدف احتواء الاحتجاجات.

وفي حمص، خرجت مجموعات من أبناء الطائفة العلوية في مظاهرات مماثلة، وسط إجراءات أمنية مشددة بعد الهجمات التي طالت ممتلكاتهم خلال الأيام الماضية. وطالب المحتجون بمحاسبة المتورطين بالفوضى، واستعادة الأمن، وتطبيق اللامركزية، بالإضافة إلى الإفراج عن العسكريين المعتقلين بعد سقوط حكومة الأسد.

كما تدخلت قوى الأمن الداخلي لفض اعتصام لأهالي حي الزهراء في حمص كإجراء وقائي لمنع تصاعد التوتر، وأغلقت بعض الشوارع في المناطق ذات الغالبية العلوية، حيث استخدمت القوات الأمنية الرصاص لتفريق المحتجين في بعض المواقع.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، لقناة “الإخبارية” إن القوات الأمنية عملت على حماية المتظاهرين لمنع استغلال أي حدث لإثارة الفوضى. وأضاف أن الوزارة “تحترم حق الجميع في التعبير عن الرأي، بشرط الالتزام بالقانون وعدم تهديد السلم الأهلي”. واتهم البابا جهات خارجية بدعم دعوات التظاهر بهدف إدخال الساحل في حالة من عدم الاستقرار.

وأشار إلى أن “الدولة السورية هي الجهة الوحيدة القادرة على تحقيق مطالب الشعب، ولا يمكن معالجة هذه القضايا من خلال الفوضى أو عبر جهات ذات أجندات غير وطنية”.

وجاءت هذه الاحتجاجات استجابة لدعوة وجهها الشيخ غزال غزال، رئيس “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى”. وفي بيان مصور، قال إن سوريا باتت “ساحة لصراعات طائفية”، وإن الطائفة العلوية لطالما رفضت الاعتبارات الطائفية في الحكم. وأكد أن أبناء الطائفة سلموا سلاحهم للدولة ثقة بها، لكنهم وجدوا أنفسهم لاحقاً في مواجهة “سلطة أمر واقع تكفيرية وإقصائية”، على حد قوله.

وأشار غزال إلى وجود “حلول واضحة” للأزمة، من بينها الفدرالية واللامركزية السياسية لضمان حقوق كل المكونات السورية. ودعا جميع السوريين، من مختلف الطوائف، إلى اعتصامات سلمية لوقف العنف ومواجهة الإرهاب.

سبوتنيك عربي

مشاركة المقال: