الجمعة, 31 أكتوبر 2025 11:02 AM

السعودية تطلق "هيومين" وتنافس بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي

السعودية تطلق "هيومين" وتنافس بقوة في سباق الذكاء الاصطناعي

بدعم من صندوق الثروة السيادي الذي تقدر أصوله بتريليون دولار، تسعى السعودية، من خلال شركتها الناشئة للذكاء الاصطناعي "هيومين"، إلى تعزيز مكانتها في قطاع يشهد منافسة شرسة، على الرغم من المخاوف المحيطة بهذا المجال.

تحظى شركة "هيوماين" (Humain)، التي تم الإعلان عنها في مايو/أيار، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة، وهو الممول الرئيسي لمشاريع المملكة العملاقة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل اعتماد أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط على النفط.

كان الذكاء الاصطناعي موضوعًا رئيسيًا في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في المملكة هذا الأسبوع، حيث أشاد قادة الأعمال بإمكاناته الواسعة ومخاطره المحتملة على حد سواء، في الوقت الذي حصلت فيه شركات التكنولوجيا على مليارات الدولارات من الاستثمارات في الأشهر الأخيرة.

لكن طموحات الرياض في أن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي تواجه منافسة قوية من الإمارات العربية المتحدة، التي تستثمر منذ سنوات في هذا القطاع، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالحصول على التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، بما في ذلك الرقائق المتطورة.

قال المدير التنفيذي لـ"هيوماين"، طارق أمين، في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، إن "هذه الشركة يجب أن تُدرج في سوق الأموال المالية، وآمل أن تُدرج هنا في سوق الأوراق المالية هنا (في السعودية) وفي مؤشر ناسداك" التكنولوجي في بورصة نيويورك.

وأضاف: "طموحنا هائل جدًا جدًا"، مؤكدًا أن هدف الشركة هو أن تصبح ثالث أكبر مورد للبنى التحتية للذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.

تعهدت "هيوماين" بتقديم مجموعة من خدمات ومنتجات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى "أقوى نماذج اللغة العربية متعددة الوسائط في العالم".

تعتبر الشركة جوهر سعي السعودية لتصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي، وقد استقطب جناحها الزوار في مقر انعقاد منتدى الاستثمار في الرياض.

يوم الثلاثاء، أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو عن خطط للاستحواذ على "حصة أقلية كبيرة" في هيوماين، للمساهمة في تسريع نموها في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقًا لبيان مشترك.

جاء الإعلان بعد إشادة رئيس أرامكو ومديرها التنفيذي، أمين الناصر، بإمكانات الذكاء الاصطناعي، قائلاً إن هذه التقنية والتحول الرقمي قادران على مضاعفة إنتاجية آبار النفط.

كما أعلنت هيوماين عن توقيع صفقة بمليارات الدولارات مع شركة "إيرترنك" لبناء مراكز بيانات في المملكة.

قال روبرت موغيلنيكي، الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، لفرانس برس، إن بعض شركات التكنولوجيا في السعودية لا تزال "ناشئة"، لذا تسعى إلى "طمأنة المستثمرين بأن طموحات المملكة التكنولوجية حقيقية وقابلة للتحقق ومشوّقة".

وأضاف أن "الوتيرة السريعة لأجندة التكنولوجيا في الإمارات المجاورة، والتي تعد مركزًا رئيسيًا للاستثمار الإقليمي، تزيد من الحاجة إلى ذلك".

يتزايد الإنفاق المرتبط بالذكاء الاصطناعي في العالم. ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات الإجمالية في عام 2025 إلى حوالي 1.5 تريليون دولار، وفقًا لشركة الأبحاث الأمريكية غارتنر.

وقد ساعدت التوترات الجيوسياسية في تعزيز هذا الإنفاق، بما في ذلك في الشرق الأوسط، حيث تتسابق السعودية والإمارات لبناء مراكز بيانات ضخمة تضم عشرات الآلاف من الرقائق باهظة الثمن التي تتطلب كمية هائلة من الكهرباء لتشغيلها وتبريدها.

يتمتع البلدان المنتجان للنفط بميزة واضحة في السباق لبناء مراكز بيانات واسعة بفضل مساحة أراضيهما وإمدادات الطاقة الوفيرة وسهولة التمويل إلى جانب الدعم الحكومي القوي.

على الرغم من ذلك، ساد تفاؤل في الرياض خلال منتدى الاستثمار هذا الأسبوع.

وقال آدم جاكسون، رئيس عمليات الشرق الأوسط في شركة التكنولوجيا "سي آي كيو" ومقرها الولايات المتحدة: "إنه لأمر مثير أن نتواجد في هذه المنطقة الآن لأن هناك الكثير من التحفيز من أعلى المستويات الحكومية لتكون رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي".

ويبدو الطموح السعودي في هذا المجال جليًا. وقالت موظفة سعودية شابة في "هيوماين" لفرانس برس: "نحن لسنا في سباق الذكاء الاصطناعي للتنافس".

وأضافت الشابة التي طلبت عدم كشف هويتها: "نحن هنا لنكون في القمة مع الولايات المتحدة والصين. هذا هو هدفنا ورؤيتنا".

مشاركة المقال: