الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 10:13 AM

السعودية وسوريا: شراكة إنسانية واقتصادية متنامية

السعودية وسوريا: شراكة إنسانية واقتصادية متنامية

استقبل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني وفداً سعودياً رفيع المستوى في دمشق يوم أمس الأحد. ترأس الوفد عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وناقش الجانبان "عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية التي ستنفذ في مختلف المناطق السورية في قطاعات الصحة والتعليم والإيواء والأمن الغذائي"، حسبما ذكرت وكالة سانا.

شراكة وتعاون في مسار العمل الإنساني

تسلّمت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية من الوفد السعودي مساعدات إغاثية لقطاعات الطوارئ والكوارث والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتعليم والزراعة والقطاعات الخدمية. وأكد الربيعة أن هذه المبادرات تأتي في إطار جهود السعودية لتعزيز الاستقرار الإنساني والتنموي في سوريا، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تعد "واحدة من أكبر المشاريع الإنسانية التي تطلقها المملكة في سوريا"، وتشمل تدخلات حيوية في مجالات الأمن الغذائي والخدمات الصحية وترميم المدارس والبنية التحتية وإزالة الركام من المناطق المتضررة، بالإضافة إلى توفير 454 جهاز غسيل كلى للمشافي.

وفي تصريح لوكالة سانا، أوضح الربيعة أن هذه المشاريع تستهدف جميع المناطق السورية الأكثر احتياجاً، بهدف إحداث تأثير مباشر ومستدام في حياة السوريين، وذلك بالتنسيق مع الجهات السورية الرسمية، وفي إطار خطة شاملة لدعم التعافي المبكر في مختلف المحافظات السورية.

من جهته، وصف وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح ما يحدث بأنه "تحول في مسار العمل الإنساني نحو شراكة حقيقية مع المملكة العربية السعودية، لتحقيق إعادة الإعمار والتنمية المستدامة". وأشار إلى أن المشاريع السعودية في سوريا تتسم بالتكامل والتوزيع العادل بين مختلف السوريين، وتقدّم الدعم بناءً على الاحتياج، وهو ما يتوافق مع رؤية الحكومة السورية في المرحلة المقبلة، موجهاً الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

كما أوضح عبد الله بن صالح المعلم، مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية في المركز، أن هذا الدعم للشعب السوري ليس جديداً، وأن المساعدات تشمل قطاعات العمل الإنساني المختلفة، مثل الغذاء والإيواء والكساء والمشاريع الصحية والمياه والإصحاح البيئي ومشاريع الدعم المجتمعي، مثل رعاية الأيتام ودعم الزراعة وإزالة الأنقاض. وأضاف أن هذه المشاريع تتكامل مع بعضها لتتناسب مع مرحلة التعافي المبكر التي تعيشها سوريا، وأن المركز يعمل بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لدعم سوريا بشكل قوي وعاجل ومستمر.

ويُعد مركز الملك سلمان للإغاثة من أبرز الهيئات الإنسانية الإقليمية والدولية، حيث نفذ مشاريع إغاثية وتنموية في دول عدة، أبرزها سوريا.

ترجمة اللقاءات إلى مشروعات ملموسة قريباً

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل أن زيارة الوفد السوري إلى المملكة العربية السعودية مثلت محطة لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الاتصالات والتحول الرقمي، وفتحت آفاقاً جديدة لتكامل يخدم مصالح البلدين والشعبين، في إطار رؤية مشتركة قائمة على التنمية والابتكار. وكان الوزير قد بدأ زيارة إلى المملكة العربية السعودية في الـ 30 من الشهر الماضي، مع فريق من الوزارة، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الاتصالات وتطوير هذا القطاع في سوريا.

وقال هيكل في منشور على منصة X: "من الرياض عدنا وقد اطلعنا على تجربة استثنائية نعتز بها ونستلهم منها، في كل محطة استقبل أشقاؤنا السعوديون بتحية 'أعز من جانا' ولمسنا القرب والتكامل بيننا.. نعمل معاً على مشروعات فارقة خدمةً لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا، دام الشقيقان لبعضهما، ودام عز وطنينا".

وأضاف: "يغمرنا الفخر والإلهام في ختام زيارتنا الاستثنائية إلى الرياض، ونعود إلى دمشق بقناعة مضاعفة بآفاق التكامل بين سوريا والسعودية في قطاع الاتصالات والتنمية الرقمية، تكامل أرسى دعائمه فخامة الرئيس أحمد الشرع وسمو الأمير محمد بن سلمان ورؤية إستراتيجية نترجمها قريباً إلى مشروعات ملموسة تخدم بلدينا وشعبينا ومنطقتنا".

وأشار إلى أن فريق وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات التقى بالمؤسسات والشركات والقادة الذين صنعوا النهضة الرقمية في المملكة، معتمدين على كوادرهم الوطنية، وبانين مؤسسات كفؤة ومستدامة، كما التقى بأبناء الجالية السورية، معبراً عن فخره بإبداعهم وعزيمتهم وإسهاماتهم في نهضة بلدهم الثاني.

وعبر الوزير هيكل عن الشكر والامتنان لنظيره السعودي عبد الله السواحه وفريقه على الحفاوة والثقة، كما شكر الوزراء ورؤساء الهيئات وقادة الشركات الذين التقاهم الوفد السوري ورئيس وأعضاء مجلس الأعمال السعودي السوري، وكل من ساهم في إنجاح هذه الزيارة.

تعزيز التعاون في الأمن الغذائي

بحث وزير الزراعة السوري أمجد بدر مع نظيره السعودي عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي في الرياض سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والأمن الغذائي وإدارة المياه، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التكامل العربي. وناقش الجانبان إمكانية نقل الخبرات السعودية إلى سوريا لدعم جهودها في تطوير الإنتاج الزراعي، وأكد الوزير بدر أهمية الدعم السعودي خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من التجربة السعودية الناجحة في الزراعة لتذليل المعوقات وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، ونشر أنظمة الري الحديثة، وتجهيز المداجن، وتوفير المستلزمات الزراعية، وتطوير قطاع الإنتاج الحيواني، لافتاً إلى وجود فرص استثمارية واعدة في مجالات الخيول والأسماك والمخابر الزراعية وإنتاج النخيل.

من جانبه، شدد الوزير الفضلي على أهمية تطوير القطاع الزراعي السوري تدريجياً بما يتناسب مع الواقع المعيشي، داعياً إلى دعم القطاع الخاص ومنحه فرصاً ملائمة لإطلاق مشاريع استثمارية، وأشار إلى ضرورة التركيز على المنتجات السورية ذات الميزات التنافسية مثل الزيتون والنخيل، ورفع المستوى التقني للإنتاج، إلى جانب مشاركة التجربة السعودية في الربط بين أهداف الزراعة وإدارة المياه.

واتفق الوزيران على تشكيل فريق عمل مشترك بين الوزارتين لوضع خطة عمل واضحة تدعم الاستثمارات السعودية في القطاع الزراعي السوري، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين. يذكر أن السعودية وقعت العديد من مذكرات التفاهم مع شركات خاصة وحكومية سورية، الشهر الماضي، في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين.

مشاركة المقال: