في تصريح أثار موجة من الجدل، صرح السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بأن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة هدفًا رئيسيًا لسياستها الخارجية. وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يبدو بعيد المنال ما لم تشهد المنطقة تغييرات ثقافية "جذرية"، وهي تغييرات يعتقد أنها "غير مرجحة الحدوث في حياتنا".
جاءت تصريحات هاكابي خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، حيث سُئل عما إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال تمثل هدفًا للسياسة الخارجية الأمريكية، فأجاب بالنفي القاطع. ولم يكتفِ بالتشكيك في إمكانية قيام الدولة الفلسطينية، بل اقترح بديلًا يتمثل في "إقامة دولة فلسطينية على جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية، بدلًا من الضغط على إسرائيل للتنازل عن أراضٍ تحت سيطرتها".
وفي معرض رده على سؤال حول مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، استخدم هاكابي مصطلحات الخطاب الرسمي الإسرائيلي، متسائلًا: "هل يجب أن يكون في يهودا والسامرة؟"، وهو المصطلح التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية.
لم يكن موقف هاكابي مفاجئًا بالنظر إلى خلفياته الفكرية والدينية، فهو الحاكم السابق لولاية أركنساس والمعروف بانتمائه للتيار الإنجيلي المسيحي، والذي لطالما عبّر عن دعمه المطلق للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي. وخلال حملته الرئاسية عام 2008، أثار جدلًا واسعًا بقوله إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني". وفي زيارة للضفة الغربية المحتلة عام 2017، رفض الاعتراف بوجود احتلال إسرائيلي، مصرحًا: "أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية في يهودا والسامرة".
يذكر أن تقارير إعلامية سابقة تحدثت عن نية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إصدار إعلان رسمي يعترف بدولة فلسطينية، بشرط ألا تضم هذه الدولة حركة حماس. ورغم الانحياز الشديد لإسرائيل في سياسات إدارة ترامب، إلا أن العلاقة الشخصية والسياسية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت توترًا ملحوظًا، وفقًا للصحافة الإسرائيلية.
في المقابل، نفى نتنياهو وجود خلاف فعلي مع واشنطن، معتبرًا أن الحديث عن شرخ في العلاقة "يرتبط بأسباب سياسية داخلية". كما استبعد نهائيًا إمكانية قيام دولة فلسطينية، في ما بدا ردًا مباشرًا على ما تم تداوله بشأن إعلان أمريكي مرتقب.
تأتي تصريحات هاكابي والإعلان عن رفض واشنطن الصريح لفكرة إقامة دولة فلسطينية في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخها، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، 54,927 قتيلًا، إلى جانب أكثر من 126,615 مصابًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
(EURONEWS)