شهدت محافظة السويداء تصعيدًا في التوتر، حيث استهدفت فصائل محلية حاجزًا لقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية في ريف السويداء الغربي، مساء الثلاثاء 25 من تشرين الثاني.
أفاد مراسل عنب بلدي بأن الفصائل المحلية استهدفت حاجز قرية برد، الواقعة في الريف الغربي للسويداء، وهي أول قرية في السويداء من جهة الشرق لمدينة بصرى. وأسفر الهجوم عن مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة اثنين آخرين، وفقًا لمراسل عنب بلدي، الذي أشار إلى أن الحاجز كان يعتبر معبرًا إنسانيًا ولا علاقة له بالعمليات العسكرية.
من جهته، ذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء السورية (سانا) عن مقتل عنصر وإصابة اثنين من قوى الأمن الداخلي، نتيجة استهداف ما وصفها بـ "مجموعات خارجة عن القانون" لحاجز أمني في ريف السويداء الغربي.
في المقابل، أصدر "الحرس الوطني"، وهو الهيكل العسكري الذي أسسه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بيانًا اتهم فيه ما أسماها بـ "العصابات التابعة لحكومة دمشق"، المتمركزة في بلدتي ريمة حازم والمنصورة، بتنفيذ خرق جديد للهدنة مساء الثلاثاء. وأوضح البيان أن الهجوم تم باستخدام خمس طائرات مسيّرة (درون)، بالإضافة إلى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، واستهدف القطاع الغربي عند بلدتي سليم وعتيل والأوتوستراد الدولي، بما في ذلك منازل "المدنيين الآمنين"، حسب البيان.
وذكر "الحرس الوطني" أن الهجوم أسفر عن مقتل مدني وإصابة عدد من الأشخاص، مؤكدًا أن قواته تعاملت مع الموقف على الفور.
أدانت وزارة الداخلية السورية ما وصفته بـ "الاعتداء الإرهابي" الذي استهدف حاجزًا أمنيًا تابعًا لها في ريف السويداء الغربي، وأسفر عن مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين أثناء تأديتهم واجبهم، بحسب قولها. وأشارت الوزارة إلى أن وحداتها تعاملت مع مصدر النيران، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف ما وصفتها بـ "العصابات"، وفقًا لما نشرته الوزارة في صفحتها عبر "فيسبوك". وأكدت الوزارة أن هذه "الاعتداءات" تهدف فقط إلى زعزعة الأمن واستقرار حياة المدنيين في محافظة السويداء.
اشتباكات سابقة
تجددت الاشتباكات بين "الحرس الوطني" وقوى الأمن الداخلي في 14 من تشرين الثاني الحالي، حيث استهدفت قوات "الحرس الوطني" نقاط الأمن الداخلي بالسلاح المتوسط، ما أدى إلى إصابة سبعة عناصر من الأمن الداخلي بجروح دون تأكيد سقوط قتلى.
صرح محافظ السويداء، مصطفى البكور، حينها بأن ما تقوم به بعض الفصائل المحلية في السويداء، وما يسمى بـ "الحرس الوطني"، من تجاوزات عبر الهجوم على نقاط فضّ النزاع، يُعدّ مخالفة صريحة للاتفاقات الدولية ويُعرقل الجهود المبذولة في عملية الترميم والتحضير لعودة الأهالي إلى قراهم. ونقلت محافظة السويداء عن البكور في صفحتها عبر "فيسبوك" قوله: "التصرفات هذه لا تهدد فقط مسار إعادة الترميم وتجهيز البنية التحتية، بل تزعزع الاستقرار وتؤخر خطواتنا نحو استعادة الحياة الطبيعية، وتهيئة الظروف الكريمة لعودة جميع المهجرين".
وقال "الحرس الوطني" في صفحته عبر "فيسبوك" إنه تم تسجيل هجمات على أكثر من محور، شملت هجومًا من عدة اتجاهات نحو بلدة المجدل، وتحركات ورمايات من المنصورة وريمة حازم باتجاه بلدتي سليم وعتيل، واستهدافات من الشقراوية وتل حديد باتجاه المحور الغربي للمدينة.
قيادة الأمن الداخلي في محافظة السويداء، قالت لـ "الإخبارية" السورية، إن من وصفهم بـ "العصابات المتمردة" في السويداء جددت لليوم الثالث على التوالي خروقات وقف إطلاق النار وقصفت مواقع في ريف المحافظة، ما أدى إلى وقوع مصابين من قوى الأمن.
يُذكر أنه جرى توقيع وقف إطلاق نار في السويداء، في 19 من تموز الماضي، برعاية أمريكية- أردنية، بعد اشتباكات دامية استمرت ثلاثة أيام وتدخلت فيها إسرائيل لما قالت إنه "حماية للدروز".
أحداث السويداء
بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية، في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية. في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.