في ظل الحديث المتزايد في بعض وسائل الإعلام عن "مشروع انفصال السويداء" أو "رفع علم إسرائيل" فيها، يرى مراقبون أن هذه الدعوات تمثل خيانة لتضحيات أبناء جبل العرب الذين صنعوا التاريخ الوطني السوري منذ ثورة سلطان باشا الأطرش عام 1925. المحامي باسل سعيد مانع يسرد الحقائق التي تدعم هذا الرأي:
أولًا: الحقيقة التاريخية: السويداء أرض عربية سورية، سكنها المسيحيون والعرب، ثم استقر فيها الدروز هربًا من الاضطهاد في جبل لبنان خلال القرنين السابع عشر والتاسع عشر. هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها، فقد أصبح الدروز جزءًا أساسيًا من المنطقة وساهموا في تشكيل الهوية الوطنية السورية. هذا يسقط أي محاولة لتصوير الجبل ككيان مستقل عن سوريا.
ثانيًا: الحقيقة الدستورية والقانونية: الدستور السوري، سواء دستور 1973 أو 2012، ينص على أن الجمهورية العربية السورية دولة موحدة لا تتجزأ. أي دعوة للانفصال أو التقسيم تعتبر عملًا غير قانوني وجريمة تمس وحدة الدولة وأمنها، وتستوجب أشد العقوبات. مبدأ "حق تقرير المصير" لا يطبق إلا على الشعوب الواقعة تحت الاحتلال أو الاستعمار، وهو ما لا ينطبق على الدروز في جبل العرب. وإلا لتقدمت كل جالية في أمريكا أو أوروبا بهذا الطلب.
ثالثًا: الحقيقة السياسية والوطنية: من غير المقبول استغلال بعض التجاوزات التي حصلت، والتي يجب محاسبة مرتكبيها وتعويض المتضررين، كذريعة لطرح مشروع تقسيمي أو رفع أعلام أجنبية معادية على أرض سورية. إن رفع علم إسرائيل في السويداء هو طعنة في تاريخ الجبل وتضحيات أبنائه قبل أن يكون طعنة في سوريا.
رابعًا: البديل الوطني: الآلاف من أبناء السويداء الشرفاء يعارضون الانفصال ورفع علم إسرائيل، ويؤكدون ولاءهم لوحدة سوريا. هم يؤيدون إصلاحات جوهرية، مثل تطبيق اللامركزية الإدارية كما نص عليها القانون 107 لعام 2011، لمنح المحافظات صلاحيات أوسع في إدارة شؤونها، ولكن ضمن إطار الدولة السورية الواحدة.
المحامي باسل سعيد مانع - زمان الوصل