تجري الحكومة السورية مفاوضات مع فصائل محلية في السويداء بشأن دخول قواتها إلى كامل المحافظة. يأتي ذلك بعد طلب من الفصائل ومشايخ من الطائفة الدرزية لفض النزاع الدائر في الريف الغربي، حيث تشتبك العشائر.
في غضون ذلك، نفى مكتب العلاقات العامة في وزارة الداخلية السورية، في تصريح لوكالة عنب بلدي اليوم الجمعة 18 من تموز، ما تردد عن توجه قوات من الوزارة إلى محافظة السويداء لفرض الأمن. وأكد الإعلامي حسين المحمد، المرافق لمقاتلي العشائر داخل السويداء، أن رتل وزارة الداخلية لم يدخل المحافظة.
وأوضح المحمد أن مشايخ من الطائفة الدرزية طالبوا وزارة الداخلية بالدخول إلى المناطق التي سيطرت عليها العشائر، إلا أن الوزارة رفضت ذلك، وأبلغت المشايخ بأن دخول أي شرطي أو عنصر أمني إلى السويداء سيتبعه انتشار كامل في المحافظة.
وأشار المحمد إلى أن المفاوضات جارية بين الحكومة السورية ومشايخ عقل الطائفة الدرزية، معتبرًا أن الحكومة تتفاوض من منطلق قوة وليس ضعف. ونقلت وكالة رويترز اليوم 18 من حزيران عن متحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أن قوات الأمن السورية تستعد لإعادة الانتشار في مدينة السويداء لقمع القتال مع القبائل البدوية، مما يزيد الضغط على الهدنة الهشة في جنوب سوريا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا اليوم الجمعة 18 من تموز، بوجود رتل يضم مقاتلين من الأمن العام في الجنوب السوري، لكن لم تتأكد معلومات عن دخوله إلى السويداء، ولا تزال وجهة الرتل غير واضحة، وما إذا كان سيفصل بين الجانبين على تخوم المدينة.
وأكد مراسل عنب بلدي أن مقاتلي العشائر سيطروا مساء أمس على قريتي المزرعة وتعارة في الريف الغربي لمدينة السويداء، وهم الآن على تخوم المدينة لكن لم يدخلوها. وأكدت شبكة الراصد المحلية اليوم أن بعض الأرتال وصلت إلى الريف الشمالي لكنها لم تتجاوز قرى منطقة اللوا، مؤكدة أن جميع الأنباء عن دخول مدينة السويداء غير صحيحة.
وجاءت السيطرة على مناطق الريف الغربي بعد تعبئة وحشود عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استنفارًا لمقاتلي العشائر من أغلب المحافظات السورية. وتوجه مقاتلون، في مجموعات منظمة أو أفرادًا، إلى الجنوب السوري، في محاولات لاقتحام السويداء. ونفذ المقاتلون العشائريون انتهاكات وحرقوا منازل في قرى فارغة بمعظمها، ردًا على انتهاكات من فصائل السويداء المحلية بحق البدو في الريف الغربي.
وتأتي هذه الأحداث امتدادًا لانتهاكات متكررة في المحافظة، اندلعت شرارتها بخطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، تطور إلى اشتباكات مسلحة، تدخلت بعدها قوات وزارة الدفاع والداخلية، لتنسحب بعد ذلك تحت وطأة ضربات إسرائيلية.