الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 12:23 AM

الشرع: سوريا تسعى لتجنب الحرب مع إسرائيل وتركز على البناء والمفاوضات

الشرع: سوريا تسعى لتجنب الحرب مع إسرائيل وتركز على البناء والمفاوضات

أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن سوريا تسعى لتجنب الحرب مع إسرائيل، على الرغم من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة واحتلال الجولان والتوغل في الأراضي السورية. وأوضح الشرع أن هذا التوجه يأتي في إطار سعي سوريا نحو البناء والتنمية.

وفي لقاء بقمة "كونكورديا" في نيويورك، الاثنين 22 من أيلول، صرح الشرع: "نحن متجهون نحو التهدئة وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات".

وقد أجرى الشرع حوارًا مع الجنرال الأمريكي المتقاعد، ديفيد بيتريوس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) السابق، على هامش قمة "كونكورديا" المنعقدة على هامش اجتماع الأمم المتحدة، حيث تناول المرحلة الانتقالية في سوريا وعلاقات دمشق الدولية.

ودعا الشرع إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي السورية، مؤكدًا إمكانية معالجة المخاوف الأمنية عبر المباحثات. وأشار إلى أن دمشق لديها مراحل للتفاوض مع إسرائيل، تبدأ باتفاق أمني يعيد إسرائيل إلى اتفاقية 1974، وفي حال نجاحه، ستنتقل المفاوضات إلى ملفات أبعد تتعلق بالجولان المحتل والعلاقة بين البلدين على المدى البعيد.

وفي تصريحات سابقة لـ"رويترز" في 18 من أيلول الحالي، ذكر الشرع أن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تحقق نتائج "في الأيام المقبلة"، معتبرًا الاتفاق "ضرورة"، إلا أن المحادثات تعطلت بسبب أحداث السويداء في تموز الماضي.

مفاوضات "قسد" تسير ببطء

وفي سياق آخر، أشار الشرع إلى أن مفاوضات الحكومة السورية مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تشهد تباطؤًا في تنفيذ اتفاق 10 من آذار الماضي، معتبرًا أن الدعوات إلى اللامركزية تحمل أبعادًا انفصالية قد تعرض سوريا ودول الجوار إلى "مخاطر". وشدد على أهمية الوصول إلى حلول سلمية تستند إلى اتفاقية 10 من آذار التي حظيت بمباركة شعبية ودولية.

يذكر أن الرئيس السوري، الشرع، كان قد عقد اتفاقًا مع قائد "قسد" مظلوم عبدي في 10 من آذار الماضي، يقضي بدمج الأخيرة بمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

علاقات "هادئة"

وفيما يتعلق بعلاقة دمشق مع طهران وموسكو، أكد الشرع حرصه على بناء علاقات دولية "هادئة"، مشيرًا إلى أن سوريا لن تشكل تهديدًا على الدول. وجدد دعوته لرفع العقوبات عن سوريا، معتبرًا بقاءها محاولة لقتل الشعب السوري، وأن سوريا تحتاج إلى فرصة جديدة للحياة. وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أزال العقوبات عنها، لكن على الكونجرس أن يعمل أكثر لرفعها بشكل نهائي.

وأكد أن الأولوية الآن في سوريا هي تحقيق الأمن والاستقرار من خلال توحيد الشعب السوري والأرض السورية وتعزيز التنمية الاقتصادية.

الشرع في نيويورك

توجه الرئيس السوري، الشرع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأحد 21 من أيلول، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ80. وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أن الشرع يعد أول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ 60 عامًا، حين شارك الرئيس السابق نور الدين الأتاسي عام 1967، وأول رئيس سوري على الإطلاق يشارك في أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، الذي يعقد بين 22 و30 أيلول.

وتتمثل أعمال الجمعية العامة في مناقشة القضايا الدولية وتقديم التوصيات، واعتماد ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وتعيين الأمين العام بناء على توصية مجلس الأمن. وتشمل اختصاصاتها تعزيز التعاون في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم التوصيات لتسوية النزاعات.

ومن المتوقع أن يلقي الشرع خطابًا في قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى عقد لقاءات جانبية على هامش القمة.

مشاركة المقال: