الأحد, 24 أغسطس 2025 10:13 PM

العدالة تطال المزيد من جلادي صيدنايا: اعتقالات جديدة في صفوف مرتكبي الجرائم

العدالة تطال المزيد من جلادي صيدنايا: اعتقالات جديدة في صفوف مرتكبي الجرائم

تستمر العدالة في ملاحقة جلادي سجن صيدنايا، ولن يفلت أي منهم من العقاب على جرائمه، فالأمر مجرد وقت. ورغم أن جرح صيدنايا سيبقى عميقاً في ذاكرة السوريين ووجدانهم، إلا أنهم يثمنون إصرار القضاء السوري على محاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، والتي ارتُكبت عن وعي وإدراك كاملين، دون أي أسباب مخففة.

تمكن الأمن الداخلي في حمص خلال اليومين الماضيين من اعتقال ثلاثة من هؤلاء الجلادين في عمليات دقيقة، وذلك ضمن خطة متكاملة وعمل استخباراتي وتنسيق عال بين الوحدات الأمنية. وقد أُلقي القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من الفرار خارج البلاد، حيث كانت الأجهزة الأمنية ترصدهم وتتابعهم وتتحين الوقت المناسب.

ربما اعتقد هؤلاء القتلة حتى اللحظة الأخيرة أنهم قادرون على النجاة والفرار، ودفن صور الضحايا من سجلهم إلى الأبد، ولكن في لحظة العدالة والحقيقة، لا نجاة ولا فرار. لقد وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع ضحاياهم، أو مع عدد منهم على الأقل، إذ لا يمكن حصر ضحايا سجن صيدنايا، فالأحياء فيه كالأموات، ومعهم عائلات كاملة عانت الأمرين لمعرفة مصير أبنائها، ودفعت كل غال وثمين في سبيل إنقاذهم. القليل منهم فقط نجا، فيما استمر الباقون في رحلة عذاب وبحث لا تنتهي.

وحتى الناجون لم يتمكنوا من إدراك حجم وعمق الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرض له أحباؤهم، وهو الأذى الذي سيرافقهم دائماً. بعض هذا الأذى ربما انحسر قليلاً مع سقوط النظام، ومع فتح السجون التي كشفت عن عالم لا يمكن تصوره من الظلم والاستعباد، وعن عذابات وأهوال لا يمكن لبشر تصورها.

الجلاد التقى ضحيته وجهاً لوجه، وكلاهما يستعيد صورة السجن الأفظع من بين سجون ديكتاتورية الأسد. الضحية ذكّر جلاده/سجانه بكل فظائعه، وأعاد على مسامعه الأقوال التي كانت تقتل بدورها كالأفعال، وعرض أمام عينيه آثار التعذيب التي ترفض أن تغادر الجسد، لتتحول إلى علامة فارقة، وشاهد على عهد كامل رزح السوريون تحت وطأته ستة عقود.

صورة المواجهة، ضحية وجلاد، هي صورة بمليون كلمة، وكل كلمة هي رسالة إلى كل سجين، وإلى كل مظلوم على أرض سوريا، رسالة إلى كل سوري بأن ليل الطغاة مهما علا وامتد لا بد أن يعقبه نهار العدالة والحرية. لقد انتظره السوريون طويلاً قبل أن يقرروا قطع دابر الطغاة ولياليهم المظلمة، وقبل أن يرفعوا العدالة شعاراً، والحرية عملاً، ليتحقق لهم ذلك النهار الذي أشرق برحيل الطاغية.

صورة بمليون كلمة، وكل كلمة سهم يخترق صدر كل ظالم قاتل، ويمزق أوهامه بإمكانية الفرار من قدر العدالة والمحاسبة، ونيل العقاب المستحق. كل مجرم سيسقط في يد العدالة، مهما طال الوقت. هذه رسالة السوريين وقيادتهم، وإذا كان سجن صيدنايا مقدراً له أن يبقى جرحاً غائراً في الذاكرة والوجدان، فإن قدر السوريين ونجاتهم أن يعملوا دائماً على ألا يكون هناك «صيدنايا آخر» وألا تكون هناك ديكتاتورية أخرى، وأن يكونوا يداً واحدة لتبقى سوريا وتحيا واحدة موحدة. هذه سوريا أمانة بيد كل أبنائها، وحصانة لكل أبنائها.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: