الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 09:34 PM

الفاعل والمفعول به في اللغة العربية: نظرة على دلالات المعنى والإعراب

الفاعل والمفعول به في اللغة العربية: نظرة على دلالات المعنى والإعراب

بقلم: محسن سلامي

في جمل مثل: مات الإنسانُ، انكسرَ الزّجاجُ، تمزّق الثوبُ، تحرّكَ الشجرُ، نجد أن الفعل لازم، أي يكتفي بالفاعل ولا يحتاج إلى مفعول به لإتمام المعنى. الأفعال: ماتَ، انكسرَ، تمزّقَ، تحرّكَ، هي أفعال لازمة، وما بعدها فاعل مرفوع في النحو، ولكنه مفعول به في المعنى. فالإنسانُ وقع عليه فعل الموت، والزّجاجُ وقع عليه الكسر، والثوبُ وقع عليه التمزّق، والشجر وقع عليه التحرّك.

لنأخذ مثال "انكسرَ الزجاجُ". كلمة "الزجاج" هنا فاعل نحوي فقط، لأنها لا توافق المعنى الواقعي لكلمة فاعل. الزجاج لم يقم بفعل الكسر، بل استجاب له. فأين الفاعل الحقيقي الذي أوجد الكسر؟ لا يوجد ما يدل عليه في الجملة. أما إذا قلنا: "كسرَ الرجلُ الزجاجَ"، فالأمر يتغير، ويظهر الفاعل "الرجلُ" المنشئ للكسر، والذي أوقع أثره على المفعول به "الزجاجَ".

وبالمثل، نقول عن الأمثلة السابقة: ماتَ الإنسانُ (أو أماتَ اللهُ الإنسانَ)، تمزّقَ الثوبُ (أو مزّقَ الرجلُ الثوبَ)، تحرّكَ الشجرُ (أو حرّكَ الهواءُ الشجرَ). الأفعال "أمات، كسر، مزّق، حرّك" هي أفعال متعدية تحتاج إلى مفعول به لإتمام المعنى.

لماذا جعل العرب المفعول به هنا في مرتبة الفاعل، ووضعوا الضمة على هذه الأسماء حتى قبل علم النحو؟ الجواب: بالفطرة والسليقة، رأى العرب أن الإنسان استجاب للموت وتفاعل معه، فقام الموت به، ولابسه، فرفعوه بالضمة تعظيماً لشأنه. ثم جاء علماء النحو في وقت متأخر ووضعوه في مرتبة الفاعل لأنه مثل دور الموت، وقالوا هو الذي مات لا غيره. فإذا قلنا: مات العجوز، فالسؤال: من مات؟ الجواب: العجوز. وهكذا في جميع الأمثلة السابقة.

(اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتب)

مشاركة المقال: