الإثنين, 10 نوفمبر 2025 01:09 AM

القامشلي: ارتفاع جنوني في أسعار الإكساء بالدولار يشعل شكاوى الأهالي

القامشلي: ارتفاع جنوني في أسعار الإكساء بالدولار يشعل شكاوى الأهالي

تشهد مدينة القامشلي ارتفاعاً حاداً وغير مسبوق في أسعار مواد الإكساء والبناء، مما جعل تجهيز منزل جديد حلماً بعيد المنال لغالبية الأهالي. فالتكلفة تُحتسب الآن بالدولار، في وقت تتراجع فيه جودة المواد المتاحة في الأسواق، وسط غياب رقابة حقيقية على الأسعار وتذبذب في توفر السلع.

يقول أبو محمد، أحد سكان مدينة القامشلي، لـ سوريا 24 إن تجهيز منزل "على العظم" يحتاج الآن إلى ميزانية لا تقل عن عشرة آلاف دولار، حتى عند اعتماد تجهيزات متوسطة وغير فاخرة. ويرى أن الأسعار "مشتعلة" إلى حد غير منطقي، مشيراً إلى أن معظم المواد المتوفرة في الأسواق ذات نوعية تجارية لا ترقى إلى مستوى الجودة السابقة. ويوضح أن كلفة تفصيل الباب الواحد تبلغ نحو 250 دولاراً، فيما يصل سعر الشباك إلى 150 دولاراً، ومع ذلك تظل النوعيات ضعيفة. أما سطل الدهان فقد قفز سعره إلى 150 ألف ليرة سورية، في حين يحتاج المنزل الواحد إلى أكثر من سطل إضافة إلى المعجون والمواد التكميلية الأخرى.

كما ارتفعت أسعار الأسلاك الكهربائية بشكل كبير، وأصبحت تُشترى "بالقطارة" بسبب ارتفاع تكاليفها. ويضيف أبو محمد أن سعر المتر الواحد من السيراميك الإيراني وصل إلى نحو 60 ألف ليرة سورية، بينما يتقاضى معلم السيراميك نحو 3 دولارات لقاء تركيب المتر الواحد. وتبلغ أجرة دهان شقة متوسطة الحجم ما لا يقل عن 500 دولار، أي ما يعادل نحو ستة ملايين ليرة سورية، وهو مبلغ يعجز الموظف العادي عن جمعه إلا بعد سنوات من الادخار.

من جانبه، يوضح أبو خالد، صاحب محل دهانات وأدوات صحية في القامشلي، لـ سوريا 24 أن الأسعار ترتفع بشكل يومي تقريباً، وجميع المواد تقريباً تُسعَّر بالدولار الأمريكي. ويؤكد أن الزبائن يعيشون حالة من الصدمة أمام الأسعار الجديدة، إذ ارتفعت حتى أبسط الأدوات الصحية مثل المغاسل والحنفيات بنسبة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة. ويرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار لدى الموزعين والتجار الكبار، بالإضافة إلى زيادة الطلب على مواد البناء نتيجة نشاط حركة الإعمار في المنطقة.

ويشير أبو خالد إلى أن السوق المحلية تعاني من ضعف في جودة المواد المتوفرة، حيث يضطر التجار إلى استيراد نوعيات متوسطة أو تجارية بسبب عزوف الناس عن شراء البضائع الممتازة الغالية الثمن. كما أن الدهانات المحلية، رغم ارتفاع سعرها، تفتقر إلى الجودة المطلوبة، في حين تغيب المواد المستوردة الجيدة بسبب تكاليف الشحن وصعوبات الاستيراد.

وفي السياق ذاته، يؤكد دجوار، صاحب محل سيراميك في القامشلي، لـ سوريا 24 أن السوق تهيمن عليه حالياً البضائع الإيرانية التي تُستورد عبر إقليم كردستان العراق. ويرى أن نوعيتها "مقبولة نسبياً" مقارنة بالظروف الاقتصادية الراهنة، إلا أن أسعارها لا تزال مرتفعة نتيجة الرسوم المفروضة على التجار والتكاليف الإضافية للنقل والتوزيع. ويضيف أن الأسواق المحلية كانت في السابق تعتمد على ماركات معروفة مثل زنوبيا، ذات الجودة العالية، لكن ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين جعل هذه النوعيات تختفي تدريجياً من السوق، لتحل محلها منتجات أرخص وأقل جودة.

ويجمع التجار والباعة على أن أزمة الأسعار لا تقتصر على مواد الإكساء فقط، بل تمتد إلى أجور العمال والمواد المساندة الأخرى، ما يجعل عملية تجهيز منزل متكامل عبئاً كبيراً على الأسر المتوسطة. وبينما يواصل الدولار ارتفاعه أمام الليرة السورية، يبدو أن سوق البناء والإكساء في مدينة القامشلي يسير في اتجاه تصاعدي يصعب كبحه، في ظل غياب حلول اقتصادية فعّالة أو إجراءات رقابية تحدّ من تفاقم الأزمة.

مشاركة المقال: