الخميس, 24 يوليو 2025 01:24 AM

المبعوث الأمريكي براك يحذر الشرع من فقدان الدعم الدولي ويدعوه إلى تغيير السياسات

المبعوث الأمريكي براك يحذر الشرع من فقدان الدعم الدولي ويدعوه إلى تغيير السياسات

دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى إعادة تقييم سياساته وتبني نهج أكثر شمولاً، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها السويداء جنوبي سوريا. وحذر براك من خطر فقدان الدعم الدولي وتفتيت سوريا، عقب ما وصفه بجولة جديدة من "إراقة الدماء الطائفية الأسبوع الماضي"، في إشارة إلى أحداث السويداء.

ووفقًا لتصريحاته لوكالة "رويترز"، الثلاثاء 22 من تموز، نصح براك الشرع خلال مناقشات خاصة بإعادة النظر في هيكلة الجيش والسعي إلى الحصول على مساعدة أمنية إقليمية. وأضاف براك: "في غياب التغيير السريع، فإن الشرع يخاطر بفقدان الزخم الذي دفعه ذات يوم إلى السلطة". وأكد على ضرورة أن يتكيف الشرع بسرعة، وإلا فإنه سيواجه فقدان الدعم المحيط به، مشيرًا إلى إمكانية أن "ينضج كرئيس" ويعترف بعدم جدوى النهج الحالي.

كما شدد براك على ضرورة أن تفكر الحكومة السورية الجديدة في أن تكون "أكثر شمولًا وأسرع" في دمج الأقليات في "هيكل الحكم".

لا علاقة للحكومة بانتهاكات السويداء

نفى براك التقارير التي تتهم قوات الأمن السورية بالمسؤولية عن انتهاكات بحق "المدنيين الدروز" في السويداء، مرجحًا أن مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" ربما كانوا متنكرين بزي حكومي. وأشار إلى أن مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي يسهل تزييفها، وبالتالي فهي غير موثوقة. وأكد أن القوات السورية لم تدخل مدينة السويداء، موضحًا أن "هذه الفظائع" ليست من صنع قوات سلطة دمشق، لأنها اتفقت مع إسرائيل على عدم دخولها.

وأشار براك إلى أن المخاطر في سوريا "مرتفعة بشكل خطير"، في ظل عدم وجود خطة حكم قابلة للتطبيق للحكومة "الإسلامية" الجديدة في سوريا، محذرًا من أن سوريا قد تشهد سيناريوهات كارثية مثل ليبيا وأفغانستان، أو حتى أسوأ.

وأضاف أن الضربات الإسرائيلية زادت من "الارتباك" في سوريا، موجهًا رسالة إلى إسرائيل بضرورة إجراء حوار لتخفيف المخاوف بشأن "الزعماء السنة الجدد" في سوريا، معربًا عن استعداد الولايات المتحدة للعب دور "الوسيط" للمساعدة في حل أي مخاوف. وذكر أن الشرع أشار منذ بداية حكمه إلى أن إسرائيل ليست عدوًا لسوريا، وأنه قادر على تطبيع العلاقات في الوقت المناسب.

وأكد براك أن "الولايات المتحدة لا تملي الشكل السياسي لسوريا، باستثناء الاستقرار والوحدة والعدالة والشمول"، مضيفًا أنه إذا انتهى الأمر بحكومة فيدرالية، فهذا قرار السوريين، وأن "الجميع قد يحتاجون الآن إلى التكيف".

تصريحات متناقضة

وكان براك قد جدد دعمه للحكومة السورية، الاثنين 21 من تموز، عقب تصريحات سابقة دعا فيها إلى محاسبة الأخيرة، تعليقًا على أحداث السويداء، منتقدًا التدخل الإسرائيلي. وقال براك إن الحكومة السورية لم يكن لديها حل بديل لتوحيد البلاد، منددًا في الوقت ذاته بعمليات "القتل والانتقام والمجازر من الجانبين" الذي وصفه بأنه "أمر لا يطاق".

وأضاف في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن الحكومة الحالية في سوريا، وفق ما يرى، تصرفت "بأفضل ما في وسعها" كحكومة ناشئة ذات موارد قليلة، لمعالجة القضايا المتعددة التي تنشأ في محاولة جمع مجتمع متنوع معًا. بالمقابل، اعتبر أن السلطات السورية "بحاجة إلى أن تتحمل المسؤولية" عن الانتهاكات، واصفًا التدخل الإسرائيلي بأنه جاء في وقت سيئ، أدى إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.

تصريحات براك جاءت مخالفة لتصريحات أخرى أطلقها خلال مؤتمر صحفي، إذ قال إن "هناك حكومة سورية موجودة يجب أن تحاسب، وأن تتحمل مسؤولياتها".

ولا تزال الأزمة الأمنية والإنسانية قائمة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، عقب أحداث عنف وانتهاكات مارستها كل من الحكومة ومسلحين يتبعون للعشائر وفصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري. بدأت الأحداث عقب حالات خطف متبادل بين عشائر البدو في السويداء وفصائل محلية ذات طابع درزي، أعقبها دخول الحكومة السورية والتي لاقت مقاومة وقصفًا من إسرائيل مازاد في تعقيد المشهد.

مشاركة المقال: