الإثنين, 25 أغسطس 2025 09:07 PM

المتحف الزراعي بدمشق: رحلة عبر تاريخ الزراعة السورية وإرثها العلمي

المتحف الزراعي بدمشق: رحلة عبر تاريخ الزراعة السورية وإرثها العلمي

دمشق-سانا: يجسد المتحف الزراعي في دمشق، في كل ركن من أركانه، عراقة وأصالة التاريخ الزراعي السوري. يقدم المتحف لزواره لوحات فنية تحكي قصة كل محافظة ومنطقة، وتعرض مراحل تطور أساليب الزراعة المحلية عبر العصور، بالإضافة إلى التقنيات والأدوات والمنتجات المتنوعة التي ساهمت في ازدهار هذا القطاع الاستراتيجي في البلاد.

إرث زراعي وتاريخي متنوع

على الرغم من مساحته المحدودة، يوفر المتحف الزراعي بدمشق، بقاعاته السبع، نظرة شاملة على تاريخ الزراعة السورية وجوانب من التراث الزراعي العالمي، مما يجعله وجهة مميزة للزوار. وأوضحت مديرة المتحف، المهندسة نبال شيخة، أن المعروضات تتضمن أنواعًا مختلفة من البذور والأسمدة المستخدمة في الأراضي السورية، مصحوبة ببطاقات تعريفية لكل نوع، بالإضافة إلى أصناف متعددة من القطن ونماذج لمحالج قديمة توثق أدوات فصل الألياف عن البذور قبل ظهور الآلات الحديثة.

كما تشمل القاعات عينات بحرية وسمكية، وأدوات لفرز العسل، وطيور محنطة، ونماذج لأدوات زراعية تاريخية، إلى جانب لوحات وتماثيل تجسد حضارات قديمة. ويختتم الزائر جولته في "المضايف" التي تحاكي الموروث الثقافي العربي من خلال شخصيات محنطة تمثل طقوس الضيافة التقليدية.

متحف زراعي بمثابة موسوعة أكاديمية

أكدت معاونة مديرة المتحف، المهندسة الزراعية ليباء محرز، أن المتحف يمثل محطة علمية وزراعية هامة، وموسوعة أكاديمية ومصدرًا بحثيًا لطلاب الزراعة والباحثين المتخصصين. كما أنه مرجع يستفيد منه طلاب الفنون الجميلة من خلال المنحوتات واللوحات التي تجسد الإرث التاريخي المحلي والعالمي. وأشار مسؤول الاستقبال في المتحف، لؤي زعيّن، إلى أن الزوار والباحثين يحصلون على بطاقات تعريفية ومعلومات مفصلة عن المقتنيات والعينات الزراعية المعروضة، مما يلبي احتياجاتهم العلمية ويسهم في إنجاز بحوثهم.

المتحف محطة جذب للسياح

"هذا المكان دافئ"، بهذه العبارة وصفت إحدى السائحات الأجنبيات شعورها خلال زيارتها للمتحف الزراعي، بحسب المهندسة محرز، التي أكدت استقبال عدد كبير من السياح الأجانب والمغتربين، والدخول في نقاشات وحوارات معمقة معهم حول المعروضات الزراعية المحلية والتاريخية، وتبادل الأفكار حول مقتنيات المتاحف العالمية، وما يمكن الاستفادة منه في المتاحف السورية. وأشارت محرز إلى أن الزوار الأجانب أعربوا عن سعادتهم بالاطلاع على التاريخ الزراعي السوري، وما يحتويه المتحف من معدات ومنتجات زراعية محلية، وإرث تاريخي عريق يعكس حضارات قديمة، مثمنين الجهود المبذولة في التعريف بالتاريخ السوري من خلال معروضات المتحف.

إرث حضاري يسعى للتوسع

أوضحت المهندسة محرز أن مقتنيات المتحف تمثل ذاكرة وإرثًا حضاريًا وعلميًا للزراعة السورية، وأن الكوادر تبذل جهودًا بالتعاون مع وزارة الزراعة في الحفاظ على التاريخ الزراعي السوري على أكمل وجه. ودعت محرز إلى إمكانية العمل على توسيع المتحف الزراعي ليتمكن من استيعاب أكبر عدد ممكن من المقتنيات والنماذج الزراعية التي تتميز بها سوريا. يذكر أن المتحف الزراعي السوري تأسس في دمشق عام 1961، وهو تابع لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ويعتبر ذاكرة الزراعة السورية، ويعرض تاريخ الزراعة والنباتات والحيوانات في سوريا. يتألف المتحف من قاعات تحمل أسماء علماء عرب برعوا في الزراعة، مثل الجاحظ وابن البيطار، ويضم أدوات زراعية قديمة، ومقتنيات متنوعة، ونماذج لأنواع الزراعة المختلفة، والدخول إليه مجاني.

مشاركة المقال: