الثلاثاء, 20 مايو 2025 05:59 AM

المتحف الوطني بدمشق يفتتح معرض "معتقلون ومغيبون" لتوثيق فصول الألم السوري والسعي نحو العدالة

المتحف الوطني بدمشق يفتتح معرض "معتقلون ومغيبون" لتوثيق فصول الألم السوري والسعي نحو العدالة

دمشق-سانا: في رحاب المتحف الوطني بدمشق، انطلق معرض "معتقلون ومُغيّبون"، بتنظيم من منصة "ذاكرة إبداعية للثورة السورية" وبرعاية وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف. يستمر المعرض حتى السادس من حزيران، ويعيد فتح صفحات مؤلمة من الذاكرة السورية، حيث جمعت الفنانة سناء اليازجي، مديرة المنصة، نتاج 14 عامًا من العمل لتوثيق مأساة السوريين عبر الفن، وتحويل التوثيق إلى أداة للمطالبة بالعدالة.

يتألف المعرض من عشرة أقسام، تمثل مراحل الثورة، وتختتم بلوحة "سقوط المخلوع". تبدأ الرحلة من عام 2011، عام الاعتقال الأول، مرورًا بـ 2012 (الفن في المعتقل)، 2013 (كيماوي الغوطة والتدهور الكبير)، 2014-2015 (قيصر)، 2016-2017 (المسالخ البشرية)، 2018 (قوائم الموت)، 2019-2020 (محاكمات لانتزاع العدالة)، وصولًا إلى 2024-2025 (سقوط الديكتاتور).

عقب الافتتاح، قدم كورال "غاردينيا" مجموعة من الأغاني الكلاسيكية المحفورة في الذاكرة، مثل "وينن"، "عصفور طل من الشباك"، "أنا بتنفس حرية"، "رجعت العصفورة"، و"مهما تأخّر جاي".

وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، أكد أن افتتاح المعرض يتزامن مع صدور المرسوم الجمهوري بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين، مشددًا على أن الثقافة تُبنى على أسس الحقيقة، وأن كرامة المغيبين تتطلب منحهم حق المعرفة والاعتراف. وأعلن عن جائزة تقديرية من الوزارة للأشخاص الذين ساهموا في إنقاذ متحف دمشق الوطني.

الدكتورة ريما خوام، أمينة سر المتحف الوطني، أشارت إلى رمزية استضافة المعرض في هذا المكان الذي يؤرخ لتاريخ الإنسان، ومنح ذاكرة السوريين المعاصرة مساحة للتعبير عن الألم والصبر والفقد.

آن صوفي، القائمة بأعمال السفارة الألمانية في سوريا، عبرت عن الأمل الذي يمنحه المعرض، معتبرة أن إقامته في المتحف الوطني والتحدث بحرية عن الماضي والحاضر والمستقبل، مؤشر على اتساع مساحة التفكير المشترك واستعادة الذاكرة.

حسام براقي، ممثل مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، الداعمة للمنصة، وصف المعرض بأنه فعل سياسي ودعوة إلى الكرامة والعدالة، من خلال العمل والسرد والمواجهة، لمواجهة النسيان وفرض الحضور على الغياب.

الفنانة سناء اليازجي أوضحت أن الدافع للتوثيق هو حفظ الأعمال الفنية، لأن النظام كان يقمع التعبير ويعتبر الفن خطرًا عليه، مشيرة إلى رمزية الرجل البخاخ الذي كتب أول شعارات الحرية على الجدران.

وأضافت أن الثورة أطلقت موجة إبداعية ضخمة، مما استدعى توثيق هذا الإبداع وحمايته من القمع. منصة "ذاكرة إبداعية" تأسست عام 2013 كأرشيف رقمي مستقل لتوثيق أشكال التعبير الحر الفني والفكري في سوريا.

يهدف المعرض إلى تحويل الألم إلى فعل إبداعي، ومنح الضحايا حضورًا رمزيًا، والمساهمة في بناء ذاكرة جمعية تجسد الانتهاكات وتنقل الشهادات وتعيد للضحايا مكانتهم.

مشاركة المقال: