الإثنين, 19 مايو 2025 02:01 AM

الموساد يكشف عن الأرشيف السوري السري لإيلي كوهين ووصيته الأخيرة

الموساد يكشف عن الأرشيف السوري السري لإيلي كوهين ووصيته الأخيرة

تمكن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) من الحصول على الأرشيف السوري الرسمي الخاص بالجاسوس الإسرائيلي الشهير، إيلي كوهين، الذي أُلقي القبض عليه من قبل الاستخبارات السورية في كانون الثاني 1965. وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن "عملية سرية في قلب سوريا" مكنت جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع لمكتب رئيس الوزراء من استعادة متعلقات شخصية لإيلي كوهين، بما في ذلك وصيته لزوجته.

يصادف اليوم ذكرى إعدام إيلي كوهين في ساحة المرجة وسط دمشق عام 1965. وأشارت الصحيفة إلى أن العملية تمت بالتعاون مع جهاز "شريك استراتيجي"، حيث تم جلب الأرشيف السوري الرسمي الخاص بإيلي كوهين إلى إسرائيل، والذي يحتوي على "آلاف القطع الأثرية التي كانت تحتفظ بها قوات الأمن السورية بشكل سري للغاية لعقود من الزمن".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، تم تقديم عدد من الوثائق الأصلية والأشياء الشخصية من الاكتشافات التي تم العثور عليها في سوريا إلى أرملة إيلي كوهين، في اجتماع خاص بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد، ديدي برنياع. وكشفت "معاريف" أن من بين الوثائق الوصية الأصلية التي كتبها إيلي كوهين قبل ساعات من إعدامه، والتي لم يتم الكشف سوى عن نسخة واحدة منها حتى الآن علنًا.

نشر الموساد وصية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين لأول مرة مكتوبة باللغة العربية. وجاء في نص وصيته الأصلية: "إلى زوجتي نادية وأبنائي. التواصل بينكم أمرٌ، وبما أن هذه كلماتي الأخيرة، أنصحكم بالتواصل الدائم. أطلب منكِ يا نادية أن تستمعي إليّ وتهتمي بنفسكِ وبأطفالكِ، وأن تناقشيهم وتثقفيهم بشكل كامل، وألا تعتبري نفسكِ أو أطفالكِ على صلة دائمة بعائلتي".

دخل كوهين سوريا باسم كامل ثابت أمين، وسكن في حي السفارات بدمشق، ونسج شبكة علاقات مع النخبة السورية. تضاربت المعلومات التاريخية حول عمق وأهمية هذه العلاقات، حتى كُشف أمره وأُعدم في عام 1965. استطاع كوهين، المولود في الإسكندرية من عائلة مهاجرة من يهود حلب عام 1924، التقرب من الحكومة السورية في خمسينيات القرن الماضي، حتى أصبح المستشار الأول لوزير الدفاع، وذلك بعد أن ادعى أنه مغترب سوري قادم من الأرجنتين ويريد أن يستثمر أمواله في وطنه، الأمر الذي ساعده على الوصول إلى رؤوس السلطة في سوريا.

عندما كان في زيارة لمرتفعات الجولان برفقة الرئيس السوري أمين الحافظ، استطاع أحد الضباط المصريين تمييز وجهه، إذ سبق لكوهين أن كان عضوًا في منظمة صهيونية كان يترأسها أبراهام دار (جون دارلينغ) وشكل معه شبكة للاستخبارات الإسرائيلية في مصر. وأخبرت السلطات المصرية الحكومة السورية بحقيقته، ليتم القبض عليه وإعدامه في ساحة المرجة وسط دمشق في 18 من أيار عام 1965.

في كانون الأول 2022، كشف رئيس الاستخبارات الإسرائيلية، ديدي برنياع، عن آخر برقية تلقاها "الموساد" من الجاسوس الإسرائيلي في سوريا إيلي كوهين. وجاء في نص البرقية: "لقاء في مبنى أركان الجيش السوري الساعة الخامسة مع أمين الحافظ (رئيس الجمهورية حينها) وكبار ضباط الجيش".

تعددت الروايات حول كيفية الكشف عن كوهين في سوريا، بينها وصول معلومات من الاستخبارات المصرية أو احتجاج سفارات مجاورة لمنزله بسبب تشويش على إرسالها. وتطرق برنياع إلى هذه النقطة قائلًا، إن كوهين أُلقي القبض عليه إثر التقاط إشارات البث التي كان يرسلها من العاصمة دمشق إلى إسرائيل. وأشار إلى أن "الموساد" سيواصل العمل على جلب معلومات استخبارية وتفاصيل جديدة عن الفترة التي عمل فيها إيلي كوهين في سوريا، إضافة إلى العمل على جلب رفاته لدفنه في إسرائيل.

مشاركة المقال: