النظام يطلق أكبر حملة في البادية السورية لملاحقة خلايا داعش بعد تصاعد الهجمات

بدأت قوات النظام السوري، يوم الأربعاء الماضي، حملة تمشيط واسعة في البادية السورية ضد خلايا تنظيم "داعش"، وذلك بعد سلسلة هجمات مكثفة شنها التنظيم على مواقع تابعة للنظام، مخلّفة خسائر كبيرة في الأرواح والإصابات. وبحسب تقارير محلية، تضم الحملة مئات من قوات النظام والميليشيات الموالية له، بما في ذلك ميليشيا "الدفاع الوطني"، إلى جانب استخدام عشرات الآليات العسكرية الثقيلة. انطلقت العمليات من منطقة جب الجراح شرقي حمص باتجاه بادية الرصافة في إطار جهود البحث عن خلايا التنظيم النشطة هناك.
وتأتي الحملة بقيادة الفرقة 25، التي يقودها "اللواء صالح العبد الله"، خلفاً لسلفه سهيل الحسن المعروف بـ"النمر". كما تشارك فيها قوات من الفرقة 17 والحرس الجمهوري، انطلاقاً من بادية الرصافة في ريف الرقة باتجاه جبل البشري في دير الزور. ورغم الدعم الجوي الروسي المكثف، تواجه القوات تحديات كبيرة بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة للمنطقة وكثافة الألغام التي زرعها التنظيم، بالإضافة إلى الكمائن التي دفعته لتكبد خسائر بشرية ومادية.
وعلى مدى السنوات الماضية، نفذ النظام، بمساندة القوات الروسية، العديد من الحملات العدائية ضد "داعش"، إلا أن هذه العمليات لم تثمر عن القضاء الكامل على نشاط التنظيم، الذي يستغل تضاريس البادية الصعبة والفراغ الأمني الناتج عن التنافس بين القوى المختلفة. يعتمد التنظيم بشكل رئيسي على الهجمات الخاطفة والكمائن خلال الليل، فضلاً عن زرع عبوات ناسفة على الطرق الحيوية، ما يؤدي إلى إرباك الجهود العسكرية للنظام وحلفائه.
يُذكر أن تنظيم "داعش" عزز وجوده في البادية السورية منذ عام 2017 بعد تراجع نفوذه في مناطق أخرى. واليوم، تحتضن البادية مساحات واسعة تشكل ملاذاً آمناً لعناصره، في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار والفراغ الأمني الذي تعيشه المنطقة. وعلى الرغم من العمليات الأمنية المكثفة التي ينفذها النظام و"قسد"، يواصل التنظيم شن هجمات متفرقة تزعزع الاستقرار وتؤكد تحديات القضاء عليه.