غادرت أول شحنة فوسفات مرفأ طرطوس، إيذاناً بعودة النشاط التجاري البحري واستئناف التصدير الخارجي للموارد الطبيعية السورية. وأوضحت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، أن باخرة تجارية أبحرت محمّلة بـ 10 آلاف طن من الفوسفات السوري الخام، لتكون أول شحنة تصديرية تغادر مرفأ طرطوس.
وأكد البيان أن هذه الخطوة تُمثّل انطلاقة فعلية نحو مرحلة اقتصادية جديدة. والفوسفات، يعد أبرز الثروات الباطنية في سوريا، ويُقدّر الاحتياطي منه بما قيمته 100 مليار دولار، إلا أن عقبات عديدة تواجه عملية تصدير هذه المادة، على رأسها العقوبات الغربية.
وأعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية عن مناقصة لإنتاج الفوسفات المركز بواسطة الكسارة في مناجم الشرقية وخنيفيس بتدمر، كما أعلنت عن مناقصة لأعمال كشف الردم أو التكشيف، والتي تشمل إزالة جميع طبقات الغطاء المكوّن من التربة الزراعية والصخور للوصول إلى طبقة الفوسفات الخام.
وفي السياق ذاته، أعلنت الوزارة عن مزايدة لبيع 175 ألف طن من الفوسفات الرطب من مناجم الفوسفات في تدمر. من جهته، مدير العلاقات العامة في وزارة النفط والثروة المعدنية، أحمد السليمان، أوضح أن الوزارة تلقت عدة عروض من شركات محلية ودولية، مشيرا إلى أن هذه العروض قيد التقييم قبل إعلان النتائج في الوقت المحدد.
ووفقا لما نقله “تلفزيون سوريا” عن المسؤول في وزارة النفط، فإن هناك عراقيل تواجه عملية الاستخراج والتصدير، تتمثل بالبنية التحتية المتضررة التي تحتاج إلى استثمارات كبيرة في هذا القطاع. ويبلغ الاحتياطي السوري من الفوسفات نحو 1.8 مليار طن، وينتشر الفوسفات في عدة مواقع من بادية تدمر، أهمها: مناجم الصوانة الشرقية وخنيفيس.
في سبعينيات القرن الماضي، بدأت الدولة استثمار الفوسفات الذي يُعتبر متوسط الجودة، لكنه يتميز بكونه صالحا لجميع الاستخدامات، من خلال إنشاء 5 مصانع ورصيفي تحميل في مرفأ طرطوس، وسكة حديد لنقل المادة المنتَجة إلى مرفأ التصدير. ووصل إنتاج الفوسفات وتصديره في عام 2010 إلى نحو 3.7 ملايين طن، صُدّر منها 2.4 مليون طن عن طريق مرفأ طرطوس، و700 ألف طن برّا إلى لبنان، إضافة إلى تزويد معمل الأسمدة في حمص بنحو 600 ألف طن بغية إنتاج الأسمدة الفوسفاتية، وفقا للأرقام الرسمية.
وتراجعت كمية الفوسفات المنتَج والمُصدّر اعتبارا من عام 2011، لتصل في عام 2014 إلى نحو 1.2 مليون طن، أي بنسبة انخفاض قُدرت بنحو 68% مقارنة بعام 2010، ثم توقّف الإنتاج بشكل كامل منتصف عام 2015، نتيجة سيطرة تنظيم “داعش” على المناجم وتخريبها وسرقة آلياتها ومعدّاتها الهندسية، بحسب تقارير صحفية.