أجرى مراسل "اقتصاد" جولة ميدانية في المدينة الصناعية بعدرا بريف دمشق، حيث التقى بعدد من الصناعيين ورصد واقع النشاط الصناعي بعد سقوط نظام الأسد.
يقول ياسر محمود السعد، مدير منشأة السعد للصناعات الحديدية، إن أهم ما يميز العمل اليوم هو سهولة التنقل بعد زوال الحواجز الأمنية التي كانت تعيق حركة البضائع وتفرض إتاوات على السائقين. وأضاف أن الخدمات التي كانت تقدمها الحكومة سابقاً أصبحت اليوم ذاتية، حيث يتكفل الصناعيون بحراسة منشآتهم وإصلاح مضخات المياه.
من جهته، أوضح عماد، مدير مبيعات في إحدى الشركات، أن ارتفاع سعر صرف الليرة السورية بعد سقوط النظام أدى إلى بيع البضائع بأقل من سعر التكلفة، مما تسبب في خسائر. لكنه أشار إلى أن السماح باستيراد المواد الأولية وانخفاض الرسوم الجمركية سيساهم في خفض تكلفة الإنتاج وتحقيق أرباح معقولة. كما لفت إلى أن ارتفاع أجور الأيدي العاملة أثر على الأرباح، لكن المنافسة الشديدة في الأسواق تمنع رفع سعر المنتج. وأعرب عن تفاؤله باستمرار النشاط الصناعي في ظل الأجواء الإيجابية.
وفيما يتعلق بأداء الحكومة الجديدة، يرى عماد أن الفترة القصيرة التي تلت سقوط النظام لا تكفي لتقييم أدائها، لكنه لمس تسهيلات كثيرة ويتمنى لها التوفيق. وقد رصد "اقتصاد" أجواء من الارتياح بين الصناعيين والعاملين في عدرا، وعودة دوران عجلة الصناعة بعد زوال العوائق التي كان يضعها النظام السابق، كالضرائب والأتاوات.
يستذكر عماد الوضع السابق فيما يتعلق بالضرائب المالية، حيث كان من المحتمل أن يضطر الصناعي لإغلاق منشأته بسبب ارتفاع الضريبة التي قد تصل إلى مليار ليرة سورية. أما الآن، فالضريبة ستكون ضمن أرقام معقولة، والاستيراد يجري بشكل سلس ومريح.
بدوره، أكد عبد الله قاسم، أحد مؤسسي منشأة زهير قاسم وشركاه، أن مادة السمسم اللازمة لصناعة الطحينية أصبحت تصل بشكل معقول دون رسوم جمركية، على عكس أيام النظام السابق. وأشار إلى أن وضع الكهرباء في المدينة الصناعية ممتاز، حيث يتم توفيرها على مدار الساعة بسعر مدعوم.
ولفت قاسم إلى أن الأيدي العاملة أصبحت متوفرة بكثرة، بعد أن كان نقصها يمثل مشكلة في السابق بسبب التجنيد الإلزامي والملاحقات الأمنية. وختم قاسم بالتعبير عن تفاؤله بالمستقبل، رغم أن الأرباح لا تزال بسيطة، متوقعاً أن تتحسن الأوضاع في ظل القرارات الحكومية الجديدة والارتياح العام في سوق الإنتاج.
اقتصاد - 'أحد مشاريع "زمان الوصل"