أكد الدكتور عمار قحف، رئيس مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، على تعقيد العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيراً إلى أن رفعها يتطلب جهوداً مضنية وموافقة الأغلبية في الكونغرس الأمريكي، نظراً لقِدَم بعض هذه العقوبات التي تعود لسنوات طويلة.
وفي تصريحات على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، شدد قحف على أهمية عودة سوريا إلى المحافل الدولية لعرض وجهة نظرها، مؤكداً رغبة سوريا في أن تكون عنصراً فاعلاً في الاستقرار والأمن والتنمية بالمنطقة، بدلاً من الانخراط في الصراعات والاستقطابات السياسية.
وأوضح قحف أن الإدارة الأمريكية وضعت مطالب منطقية، وأن الحكومة السورية تعمل على تحقيق بعضها بالتعاون مع دول المنطقة، مؤكداً على حاجة سوريا إلى التعاون مع الفضاء العربي والتركي، وأن تعود إلى دورها الفاعل في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن سوريا لا تزال في مرحلة انتقالية وتحتاج إلى وقت للتعامل مع التعقيدات الأمنية والاقتصادية، مؤكداً على أهمية رؤية الأفعال الملموسة من الجانب السوري، وأن أمريكا تبحث عن خطة عمل واضحة لتضافر الجهود.
وانتقد قحف السياسة الأمريكية، مشيراً إلى وجود مشاريع أمريكية خارج المنطقة، وأن أغلب السياسيين في الشرق الأوسط يرغبون في تخفيف الدور الأمريكي، مؤكداً على حاجة سوريا الماسة لرفع العقوبات، مما يضعها في موقف صعب يتطلب التجاوب مع المطالب الإقليمية.
وفيما يتعلق بآلية رفع العقوبات، أوضح قحف أنها تعود إلى سبعينيات القرن الماضي وتتطلب موافقة الأغلبية في الكونغرس ومجلس الشيوخ، مشيراً إلى أن تمديد الإعفاءات من صلاحيات الرئيس الأمريكي قد يكون حلاً مؤقتاً، بينما يتطلب الرفع الكامل للعقوبات وقتاً وجهوداً تقنية وسياسية وتعاوناً إقليمياً، بالإضافة إلى إعادة بناء الجيش والمؤسسات الأمنية.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تامي بروس، قد صرحت في وقت سابق بأن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة التطورات من أجل رفع العقوبات، مشيرة إلى شروط تتضمن رفض الإرهاب، ومنع استغلال الأراضي السورية من قبل إيران والجماعات التابعة لها، وتدمير الأسلحة الكيميائية، والمساعدة في العثور على المفقودين، وتوفير الأمن للأقليات.
(ANADOLU)