في قلب مدينة طرطوس القديمة، انطلقت فعاليات "بازار وفاق" في صالتها التاريخية، بتنظيم من جمعية وفاق السورية وبالتعاون مع اتحاد الحرفيين. يهدف البازار إلى خلق مساحة حيوية تحتفي بالحرف اليدوية والتراث الشعبي، وإعادة ربط الماضي بالحاضر من خلال إبداعات الحرفيين السوريين.
شارك في البازار أكثر من 55 حرفياً وحرفية، عرضوا منتجاتهم المتنوعة من الصناعات التقليدية والمشغولات اليدوية، مما يعكس ثراء الهوية الثقافية السورية وعمقها الإبداعي.
منذر رمضان، عضو مجلس اتحاد الحرفيين، صرح لمراسلة سانا بأن البازار يهدف إلى دعم الحرف المتناهية الصغر، ومنح الحرفيين فرصة للظهور والتسويق، خاصة وأن المكان تم تقديمه مجاناً من رئيس الوحدات الإدارية عبد الفتاح الخطيب، إيماناً منه بأهمية دعم التراث والحرف.
المهندسة ميرفت عثمان، مؤسسة هيئة وفاق، أوضحت أن البازار يمثل منصة مجانية للترويج الجماعي للحرف، ويتيح للمنتج الوصول مباشرة إلى المستهلك دون وسيط، مما يعزز فرص البيع ويخلق حركة اقتصادية واجتماعية.
المشارك مازن جاموس أكد على أهمية البازار في تسليط الضوء على الحرف التراثية المهددة بالاندثار، وقدم أعمالاً تمزج بين النجارة والدخان وإعادة تدوير التوالف الطبيعية، في محاولة لإحياء ما صنعه الأجداد.
أما المشاركة لينا نوفل، فقد وصفت البازار بأنه فرصة نادرة للتسويق والتعارف، مؤكدة أن السوريات يتميزن بصناعة شيء من لا شيء، وأن هذه الفعاليات تخلق حالة اجتماعية واقتصادية فريدة.
المهندس الزراعي حيان إبراهيم شارك بمنتجات طبيعية من العسل وغبار الطلع وخل العسل، معتبراً أن البازار يرفع من القيمة المعنوية والمادية للمنتجات الريفية التي تفتقر لسوق تصريف.
الحرفية انتصار ظروف قدمت أعمالاً فنية في تزيين الخشب بالصدف والبحص والرمل الملون، مؤكدة أن مشاركتها ساهمت في تعريف الناس بإبداعها، وفتحت لها باباً للتسويق والتواصل.
تتميز مدينة طرطوس بتاريخ عريق وتراث غني يعكس تنوع الحرف والمهن التقليدية التي توارثها السوريون عبر الأجيال. وفي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تبرز المبادرات المجتمعية كوسيلة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتعزيزه، ويأتي "بازار وفاق" كخطوة نوعية لإحياء الحرف اليدوية وربطها بالحياة اليومية للأهالي.
اخبار سورية الوطن 2_سانا